محميات سعودية تنضم للقائمة الخضراء الدولية: الوعول والملك سلمان

الرياض-المملكة العربية السعودية
في خطوة تعكس التزام المملكة العربية السعودية بالحفاظ على البيئة وتعزيز التنوع البيولوجي، أعلنت هيئة تطوير محمية الوعول والمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية عن انضمام محمية الوعول ومحمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية إلى القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN).
محمية الوعول: إنجاز تاريخي
تُعتبر محمية الوعول أول محمية سعودية تستوفي جميع المعايير المطلوبة للانضمام إلى هذه القائمة العالمية، بعد تقييم شامل من قبل خبراء الاتحاد الدولي. يشمل هذا التقييم مراجعة الإنجازات التي حققتها المحمية في مجالات الإدارة والحماية، مما يعكس نجاحها في تطبيق أفضل الممارسات العالمية.
تأسست محمية الوعول عام 1988، وهي تمتد على مساحة 1,840.9 كم² في منطقة الرياض، وتحتوي على تنوع بيئي متميز يشمل أنواعًا فريدة من النباتات والحيوانات. أكّد الدكتور محمد قربان، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، أن انضمام المحمية للقائمة الخضراء يُعتبر دليلاً على التزام المملكة بالحفاظ على النظم البيئية، ويعزز السعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك الهدف 30*30 الذي يهدف لحماية 30% من مساحة المملكة بحلول عام 2030.
محمية الملك سلمان: جهود متواصلة
من جهة أخرى، أعلنت هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية انضمامها أيضًا إلى القائمة الخضراء، بعد استيفاء كافة المعايير اللازمة. وقد تم هذا الإنجاز بعد تقييم شامل لأعمال الهيئة في تحسين القيم البيئية والتنموية، وكيفية إشراك المجتمعات المحلية في جهود الحفظ.
قال الأستاذ عبدالله بن أحمد العامر، الرئيس التنفيذي للهيئة، إن هذه الخطوة تعكس النجاح المستمر الذي تحقق بفضل الدعم المستمر من القيادة السعودية. حيث تم تطوير استراتيجيات وخطط تنموية ساهمت في تحقيق أهداف الهيئة، بما في ذلك زراعة أكثر من 2.4 مليون شتلة من الأشجار المحلية واستعادة أكثر من 250 ألف هكتار من الموائل المتدهورة.
الشراكة مع المجتمعات المحلية
تسهم المحميات في تعزيز الوعي البيئي بين المجتمعات المحلية، حيث تعمل الهيئة على إشراك السكان في برامج الحماية والتعزيز المستدام للموارد الطبيعية. تركز المبادرات على إعادة توطين الكائنات الحية، بما في ذلك غزال الريم والمها والوعل، مما يسهم في تعزيز التنوع البيولوجي داخل المحميات.
أهمية القائمتين الخضريتين
الانضمام للقائمة الخضراء يُعتبر علامة فارقة في جهود الحفظ البيئي، حيث تُعد هذه القائمة أداة مهمة لتقييم فاعلية الإدارة البيئية. تعكس المعايير الصارمة التي يتطلبها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة مستوى الالتزام بالاستدامة والتنوع البيولوجي، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
رؤية 2030
يأتي هذا الإنجاز في إطار رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة. تعتبر المحميات جزءًا أساسيًا من هذه الرؤية، حيث تساهم في الحفاظ على التراث البيئي والثقافي للمملكة وتعزيز مكانتها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
بفضل هذه الجهود المستمرة، تمثل محميتا الوعول والملك سلمان نموذجًا يحتذى به في مجال الحفظ البيئي، مما يعزز من مكانتهما كأصول بيئية مهمة تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز التنوع البيولوجي في المملكة.