كشف كاتب الدولة لدى وزير الطاقة المكلف بالطاقات المتجددة بالجزائر، نورالدين ياسع، إنجاز مشاريع تجريبية لإنتاج وقود الطيران المستدام محليا، في خطوة لدعم مساعي الحياد الكربوني.
وأشار إلى أن هذه المشاريع تشمل تطوير الكيروسين الاصطناعي والميثانول المستدامين لفائدة القطاعات الصناعية وعلى رأسها الطيران.
وأوضح أن الوقودين يُعدان ضروريين لإزالة الكربون من القطاعات التي يصعب كهربتها، مشيرا إلى صعوبات تقليص الانبعاثات في مجال النقل الجوي.
وأكد أن هذه الجهود تأتي انسجاما مع أهداف منظمة الطيران المدني الدولي، لتحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول سنة 2050.
وصرّح ياسع للصحافة على هامش ندوة دولية حول الاستدامة في الطيران المدني نظمتها الخطوط الجوية الجزائرية،أن استخدام هذه الأنواع من الوقود سيسمح بتقليص الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 65 و80% مقارنة بالوقود التقليدي.
واعتبر أن هذه المبادرة تشكل تحديًا رئيسيًا ضمن مسار الانتقال نحو استدامة الطيران، خاصة أن القطاع يسهم بـ2 إلى 3% من الانبعاثات العالمية.
وفي السياق ذاته، أشار إلى أن هذه المشاريع التجريبية تهدف إلى إنتاج وقود “SAF” عبر مصادر مستدامة، تماشيا مع المعايير الدولية.
ويُعد وقود الطيران المستدام من بين أبرز البدائل منخفضة الكربون، ويتم استخراجه من النفايات العضوية والزراعية والمنزلية والصناعية.
ويمتاز هذا الوقود بإمكانية استخدامه في الطائرات الحالية دون الحاجة إلى تعديلات تقنية على البنية التحتية.
ونُظمت الندوة الدولية تحت شعار “الاستدامة في الأذهان، من أجل طيران أخضر”، بحضور وزراء وخبراء دوليين وممثلي مؤسسات معنية.
وشارك في اللقاء وزير النقل ووزيرة البيئة والرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية، إضافة إلى المدير العام للجمارك ومدير الطيران المدني.
وفي كلمته بالمناسبة، شدد ياسع على أهمية تنسيق الجهود الوطنية لتعزيز الاستدامة البيئية في الطيران ومواجهة التغيرات المناخية.
وقال إن الجزائر شرعت في برنامج طموح لتطوير الطاقات المتجددة يهدف لإنتاج 15.000 ميغاواط بحلول عام 2035.
وأضاف أن القدرة المركبة بلغت 600 ميغاواط نهاية 2023، وأسهمت في تقليص استهلاك المحروقات والانبعاثات الملوثة.
وأكد أن المرحلة الأولى من البرنامج انطلقت بطاقة 3.200 ميغاواط وشملت 20 محطة شمسية موزعة عبر ولايات الوطن.
ولفت إلى وجود محطة شمسية استراتيجية في ولاية تندوف لدعم المنطقة ومشروع غارا جبيلات المنجمي.
