الفنادق

بيوت الضيافة والـ “Airbnb” ينعشان السياحة اللبنانية

بدأت بيوت الضيافة بالإنتشار بشكلٍ كبيرٍ في السنوات الخمس الماضية، وتنقّلت بين مختلف المناطق بحكم نجاحها في إستقبال أعدادٍ كبيرةٍ من الزوار. وبيوت الضّيافة لا تتطلب معظمها مبالغ ضخمةً لتأسيسها، على عكس الفنادق والمؤسسات السياحية الكبيرة التي تتخطى قيمتها المليون والمليوني دولار بالحد الأدنى. اليوم، بلغ عدد هذه البيوت قرابة الـ160 مشروعًا، وهي تتفاوت من حيث سمعتها وفخامتها والخدمات التي تقدّمها.

تتميّز بيوت الضّيافة في لبنان بعمارتها القديمة وهندستها الدّاخلية الحديثة، وهي مؤهلة لإستقبال وإيواء هواة السياحة البيئيّة والثقافيّة على أنواعها، حيث يتم إنتقاؤها في مناطق وقرى لبنانية، وذلك بهدف تعريف السّياح الأجانب واللبنانيين، على حد سواء، على العادات الشّعبية والتّقاليد والحياة العاديّة للمواطن والمطبخ اللبناني، بحسب ما جاء في صحيفة الكتائب اللبنانية.

ومن أهم بيوت الضّيافة في لبنان، بيت الجبل في دير القمر، بيت جدّي في المتين، دار ألما في صور،Beit Lebbos في بيت الدّين، Old Town Guesthouses في البترون، City Guest House في طرابلس، دماسك روز في جونية، وبيت غيتا في العاقورة.. وغيرها التي ارتفع عددها مؤخرًا.

ولا شكّ أنّ لبيوت الضّيافة، أهمّية في تنشيط الحركة السياحية، والتي باتت مقصدًا للأجانب أيضًا الذين لم يعتادوا على هذا النوع من السياحة في بلدانهم. وتتفاوت أسعار هذه البيوت، لتصل في بعض الأحيان إلى 300 دولار مقابل الليلة الواحدة. ولهذه البيوت سعة ضئيلة مقارنةً بالفنادق، هذا ما قد يؤدّي إلى تهديد وجود الفنادق في لبنان.

بيوت الضّيافة تؤمن فرص عمل

يعتمد المواطن اللبناني على نفسه، في الكثير من الأحيان، ليتخطّى الأزمة والضائقة الإقتصادية التي يعيشها. ولأنّ راتبه لم يعد يكفيه، بات يفكّر في كلّ الطرق المناسبة التي تجعله يؤمن مردودًا ماليًا بالدّولار.

وهذا ما حصل مع سنا (40 عامًا). وتقول في حديثها للدّيار، “إنّها لم تعد قادرةً على تحمّل كلّ التكاليف المترتّبة عليها، لذلك قرّرت الإستفادة من منزل جدّها وجعله بيت ضيافة، يرحّب في كلّ سائح لبنانيٍ وأجنبيٍ، ليتعرّف على المنطقة وعاداتها (جزّين).

مع بداية كلّ عامٍ دراسيٍ، ينزح العديد من طلّاب الجامعات إلى العاصمة بيروت لمتابعة تعليمهم. والمعروف منذ “أيام الخير”، كان إستئجار السّرير الواحد بـ200 دولار أو 300 ألف ل.ل. أكان فوايي للشابات أو للشباب.

ومع إنهيار الليرة اللبنانية مقابل الدّولار، باتت الـ200 دولار حلمًا للبعض، خصوصًا وأنّ تأمينها لم تعد سهلةً أبدًا لطالبٍ لا يتعدّى عمره 20 عامًا. فما الحل؟

عندما إجتاح فيروس كورونا البلاد، تم اقفال البلد بالكامل وإعتماد التعليم الإفتراضي من دون الحاجة إلى حضور الطلاب إلى الجامعات، بحيث أنّ الجامعات كانت أغلقت أبوابها أيّام الحجر. وبعد عودة الوضع إلى ما هو عليه اليوم، بات الدّولار الواحد بـ100 ألف ل.ل. فكيف يحضرون الطلاب صفوفهم في بيروت وأين ينامون؟

نافست بيوت العطل في لبنان، كل الفنادق اللبنانية نسبةً لأسعارها المقبولة إلى حد ما، وإعتمادها على كل ما يرضي الزبون.

ولو أردتَ إستئجار بيتٍ من هذه البيوت لليلةٍ مثلًا، كل ما عليك فعله هو زيارة تطبيقهم وإختيار المكان وميزاته واختيار السعر للذي يلائمك ليكون المكان الأمثل لقضاء فترةٍ من الراحة مع العائلة أو مع الشريكة.

والـ “Airbnb” هو موقع يتيح للأشخاص تأجير وإستئجار أماكن سكن، بحيث يحتوي الموقع على أكثر من 800 ألف إعلان موزعة على 33 ألف مدينة في 192 دولة.

يقوم المضيف بإنشاء صفحة تعريفية خاصة به، وصفحة تعريفية خاصة بالمكان الذي يؤجره. وتحتوي أيضًا على توصيات من أشخاص آخرين ومراجعات من نزلاء المكان وتقييم للمكان، كما يكون بإمكان المضيف التواصل مع النزلاء عبر نظام مراسلة خاص.

وتعمل منصة “Airbnb” على تعطيل نموذج الضيافة التقليدي، حيث يختار السائح العيش مع السكان المحليين بدلًا من الإقامة في الفنادق. مع هذا الخيار الذي يمكنهم من توفير المال، هناك عامل جذب إضافي يتمثل في الخروج عن المسار السياحي المثقل والتواصل مع المجتمعات المحلية.

وتعمل “Airbnb” على تحقيق معيار المصداقية أيضًا عبر توفير ميزة التأمين، وجَعل عمليات التواصل والدفع حصرًا عن طريق الموقع، كما يتيح برنامج محادثات خاص به تساعد المستخدم على التواصل مع المُضيف والإستفسار عن كل شي يتعلق بالسكن.

Total 0 Votes

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى