newsمهرجانات وفعاليات

مهرجان وطني جديد يعيد للأفلام الكلاسيكية بريقها وزارة الثقافة المصرية تطلق أول مهرجان للأفلام المُرممة وتخطط لتحويل التراث السينمائي إلى قوة ناعمة رقمية

في خطوة غير مسبوقة تُكرّس مكانة مصر الريادية في صناعة السينما، كشفت وزارة الثقافة المصرية عن خطتها لإطلاق أول مهرجان فني مخصص للأفلام المُرممة، يُقام خلال الفترة المقبلة بعروض جماهيرية موسعة، تجمع بين المتعة البصرية والعمق الثقافي، وتُعيد تقديم روائع السينما المصرية بصيغتها الرقمية الحديثة لجيل جديد من المشاهدين.

المهرجان المرتقب لن يقتصر على العروض فقط، بل سيتضمن ندوات تفاعلية ولقاءات مفتوحة مع نُقّاد وكتّاب وفنانين شاركوا في هذه الأعمال الخالدة، بما يفتح نقاشًا مجتمعيًا حول القيمة التاريخية والفنية لهذا التراث، ويُعمّق فهم الجمهور لدور السينما في تشكيل الوعي الثقافي والاجتماعي على مدار عقود.

ترميم الكنز السينمائي.. خطة طموحة ومعدات حديثة
ضمن هذه الرؤية، تعمل وزارة الثقافة حاليًا على ترميم مجموعة ضخمة من الأفلام القديمة باستخدام أحدث التقنيات، بالتعاون مع مركز ترميم التراث السمعي والبصري بمدينة الإنتاج الإعلامي، إلى جانب وحدات الترميم التابعة للشركة القابضة للسينما.

وقد شهدت الفترة الأخيرة ترميم وتحويل عدد من الكلاسيكيات إلى نسخ رقمية فائقة الجودة (4K)، منها:
• الزوجة الثانية، الحرام، السمان والخريف، غروب وشروق
• الرجل الذي فقد ظله، قنديل أم هاشم، الطريق، القاهرة 30
• شيء من الخوف، زوجتي والكلب، مراتي مدير عام، الشحات
• الناس والنيل، جريمة في الحي الهادئ، السراب، المستحيل
وسيتم تقديم هذه الأفلام في قاعات عرض مجهزة تقنيًا، ضمن المهرجان الذي يُرتقب أن يتحول إلى حدث سنوي يُعيد تشكيل علاقة الجمهور بالتراث السينمائي المصري.

مشروع قومي للنهضة السينمائية
لا يقف الطموح عند حدود الترميم، بل تمتد الخطة الحكومية إلى تحويل التراث السينمائي المصري إلى أصول إنتاجية وثقافية واقتصادية حديثة. وأوضحت وزارة الثقافة في بيان رسمي أن الخطة ترتكز على ثلاثة محاور أساسية:
1. تحديث البنية التحتية لاستوديوهات ودور العرض السينمائي.
2. إعادة تشغيل الأصول المتوقفة وتعظيم قيمتها الإنتاجية والاقتصادية.
3. تأسيس كيان وطني للإنتاج الفني يقدم خدمات متكاملة للمبدعين والمستثمرين في مجالات السينما والدراما.

وفي هذا السياق، تعمل الشركة القابضة للاستثمار في المجالات الثقافية والسينمائية على تحديث استوديو الأهرام، مدينة السينما، واستوديو نحاس، وتزويدها بأحدث تقنيات ما بعد الإنتاج، مثل أجهزة المونتاج، تصحيح الألوان، المكساج، أنظمة الحماية، والأرشفة الرقمية.

عودة الحياة إلى دور العرض المهجورة
ضمن الخطوات التنفيذية، نجحت الشركة القابضة في إعادة تشغيل عدد من دور العرض التي توقفت لعقود، مثل سينمات ميامي، نورماندي، وديانا، وبدأت أعمال التطوير داخلها لأول مرة منذ أكثر من 25 عامًا. كما أُطلقت تسويات مع شركات التوزيع لتيسير تدفق الأفلام على تلك القاعات، في ظل تحديث الأنظمة الصوتية والبصرية.

بالتوازي، يتم تأسيس شركة وطنية للإنتاج الفني تعتمد على البنية التحتية التي تم تحديثها، لتقديم خدمات تصوير ومونتاج ومكساج، وتهدف إلى دعم صناعة السينما المحلية، وخلق منتجات فنية قادرة على المنافسة إقليميًا ودوليًا.

من الماضي إلى المستقبل: قوة ناعمة رقمية
وقال المهندس عز الدين غنيم، الرئيس التنفيذي للشركة القابضة، إن هذه المبادرة تمهّد لعرض التراث السينمائي المصري عبر المنصات الرقمية والمهرجانات الدولية، بما يُسهم في استعادة الريادة الثقافية لمصر، وتعزيز مكانتها كقوة ناعمة مؤثرة في الإقليم والعالم.

كما أُطلق موقع إلكتروني رسمي لإدارة الأصول السينمائية، إلى جانب قناة متخصصة على YouTube لعرض الأفلام المُرممة المملوكة للدولة، وتم التعاقد مع شركة مختصة بحماية المحتوى من القرصنة وتعظيم العائد الرقمي، بما يضمن استدامة المشروع وتحقيق أقصى استفادة من الأصول الفنية.

السينما المصرية تعود بوجه حديث
يمثّل هذا المشروع الوطني أحد أبرز ملامح خطة إحياء السينما المصرية، ليس فقط من خلال استعادة الأعمال الكلاسيكية، بل أيضًا عبر تأسيس بيئة إنتاج حديثة تدعم المواهب الجديدة وتُعيد الجمهور إلى مقاعد العرض.

وإذا كانت أفلام الأبيض والأسود هي ذاكرة الأمة البصرية، فإن تحويلها إلى تجربة رقمية مبهرة يضمن لها البقاء والتفاعل، ويُعزز من قدرة مصر على إعادة تصدير هويتها الثقافية في زمن تسوده الصورة وتُصاغ فيه القوة الناعمة عبر الفن.

Total 0 Votes

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى