من أعالي الجبل الأخضر إلى خُضرة ظفار… هذا هو صيف سلطنة عُمان صيفك خضر في سلطنة عُمان

بينما تشتد حرارة الصيف في معظم أنحاء الخليج، تبرز سلطنة عُمان كملاذ طبيعي فريد يجمع بين المناخ المعتدل والتجارب الثرية والمناظر الخلابة. بين أعالي الجبل الأخضر في الشمال، وسهول ظفار الخضراء في الجنوب، تحظى سلطنة عمان بمواقع سياحية استثنائية تجعل “صيفك خضـر”.
في الجبل الأخضر، كل شيء يهمس بالسكينة
على ارتفاع يزيد عن ألفي متر فوق سطح البحر، يقدّم الجبل الأخضر مناخًا لطيفًا على مدار الصيف، ما يجعله ملاذًا مثالياً للراحة والاستجمام. تتزين مدرجاته الزراعية بالرمان والمشمش، وتنتشر مسارات المشي بين القرى التقليدية والمزارع العضوية. وهنا، يمكن للزوار الاستمتاع بإقامة راقية في منتجعات فاخرة تقدم تجارب غنية تتنوع بين الاستجمام والتأمل، وتذوق المأكولات المحلية، والاندماج في ثقافة عمان الأصيلة.
أما في الجنوب، فتدخل ظفار في حالة احتفال مع حلول الخريف
من 21 يونيو إلى 20 سبتمبر، تعيش محافظة ظفار موسمًا استثنائيًا تتحول فيه إلى لوحة طبيعية مبهرة؛ الجبال مغطاة بالضباب، والأودية تنساب فيها المياه، والهواء مشبع برائحة الأرض والمطر. خلال هذه الفترة، لا تكتفي صلالة بجمال الطبيعة، بل تحتضن أيضًا العديد من الفعاليات الغنية والمتنوعة ضمن موسم خريف ظفار 2025 والتي تتناسب مع جميع الاعمار.
تتحول ساحة أتين إلى مركز ينبض بالحياة من خلال عروض موسيقية عالمية، أبرزها فرقة الموسيقى اللاتينية وكرنفال “إيموجي”، إلى جانب العروض الترفيهية مثل “بيتر بان”، و”كرنفال الـ100″، و”كرنفال المناطيد”، و”عروض جالاكسي” التفاعلية. وتتميّز الأمسيات بعروض إضاءة إبداعية وتكنولوجيا الطائرات الدرونز التي ترسم لوحات ضوئية في السماء، مانحة الزوّار تجربة بصرية ساحرة.
من الركض إلى الرماية: فعاليات رياضية لعشّاق التحدي
تأخذ الرياضة حيّزًا بارزًا ضمن أجندة خريف ظفار 2025، حيث تقام مجموعة من البطولات والأنشطة التي تضيف طابعًا من الحماس والمنافسة إلى الأجواء المعتدلة. من بين أبرز الفعاليات: ماراثون صلالة الذي يجمع عدّائي المنطقة، وطواف صلالة الدولي الذي يستقطب محترفي ركوب الدراجات من مختلف الدول. كما تحتضن المحافظة بطولة الدراج ريس التي تجذب محبّي السرعة، ومسابقة الرماية بالأسلحة التقليدية التي تُعيد إحياء التراث العُماني بروح رياضية.
إلى جانب هذه الفعاليات، تم تجهيز مرافق عامة حديثة في حديقة صلالة وسهل أتين، تشمل ملاعب كرة السلة، والتنس، والطائرة، بالإضافة إلى ممشى صحي ومسارات للركض وركوب الدراجات، مما يجعل من ظفار وجهة مثالية لعشاق الرياضة والحركة في قلب الطبيعة.
تجارب عائلية نابضة بالحياة وسط أجواء تراثية غنية
يمنح موسم خريف ظفار 2025 العائلات مساحة مثالية للاستمتاع بتجارب متكاملة تجمع بين الترفيه والتعليم والتفاعل مع الثقافة المحلية. الأطفال على موعد مع عالم مليء بالخيال والإبهار في مناطق مخصصة مثل “قصر الأميرات” و”محطات العالم”، بالإضافة إلى فعالية “وقت الطفل” في حديقة عوقد العامة، والتي تمتد من يوليو حتى نهاية أغسطس، وتقدّم باقة من الأنشطة اليومية التي تجمع بين المرح والتعلم في بيئة آمنة ومبهجة.
وللراغبين في استكشاف روح عُمان الأصيلة، تعود الحياة إلى الأسواق التقليدية مثل سوق اللبان وسوق شاطئ الحافة، حيث يختلط عبق الماضي بصوت الحرفيين وروائح المأكولات العُمانية، ما يمنح الزوّار فرصة نادرة لعيش تجربة محلية حقيقية.
أما في قرية سمهرم الأثرية، فتُقام فعاليات تراثية تحيي التاريخ العُماني بأسلوب معاصر من خلال عروض حية، وفنون شعبية، وتجارب ثقافية تفاعلية، تتكامل مع جدول غني من الندوات الفكرية والعروض المسرحية المقامة على خشبة مسرح المروج، لتقدّم للجمهور جرعة أصيلة من ثقافة ظفار في قلب الموسم.
عُمان: رحلة سهلة وتجربة تلبي كل التطلعات
بفضل موقعها الاستراتيجي وبنيتها التحتية المتطورة، تُعد سلطنة عُمان واحدة من أكثر الوجهات الصيفية سهولة في الوصول من مختلف أنحاء الخليج. تتوفر رحلات جوية مباشرة ومنتظمة إلى كل من صلالة ومسقط، ما يجعل الوصول إلى الجبل الأخضر أو خريف ظفار مريحًا وسلساً في الوصول والتنقل.
وتوفّر السلطنة مجموعة واسعة من خيارات الإقامة التي تلائم جميع الفئات؛ من المنتجعات الفاخرة التي تقدم تجارب استثنائية وسط الطبيعة، إلى الفنادق العائلية والنُزل التراثية التي تنقل الزائر إلى قلب الثقافة العُمانية الأصيلة. حيث كل خيار يفتح امام الزائر أبواب تجربة فريدة تنبض بالسكينة والرقي، وتمنحه شعوراً عميقاً بالراحة والاندماج في نمط حياة هادئ.