
كشفت الهيئة العامة للطيران المدني في تقريرها الشهري لأداء المطارات عن شهر يونيو 2025، عن تحسن ملموس في جودة الخدمات وارتفاع نسب الالتزام بمعايير التشغيل، ضمن مختلف الفئات التي تم تصنيفها بناءً على أعداد المسافرين. ويعكس هذا التقرير الاستراتيجي تركيز الهيئة على تطوير تجربة المسافر ورفع كفاءة الأداء عبر 11 معيارًا رئيسيًا، تم تصميمها لرصد أوقات الانتظار وجودة الخدمات المقدمة وتطبيق أفضل الممارسات العالمية في إدارة العمليات.
وأبرز التقرير تصدر مطار الملك خالد الدولي في الرياض لفئة المطارات الدولية الكبرى، التي يزيد عدد مسافريها عن 15 مليون مسافر سنويًا، حيث حقق نسبة التزام بلغت 82%، متقدمًا بذلك على مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة الذي سجل نسبة 73%. ويأتي هذا التصدر امتدادًا لما يشهده المطار من تطوير مستمر في بنيته التحتية ورفع كفاءة الخدمات التي يستفيد منها مئات الآلاف من المسافرين شهريًا.
وفي فئة المطارات التي تستقبل من 5 إلى 15 مليون مسافر سنويًا، تبوأ مطار الملك فهد الدولي بالدمام المركز الأول بنسبة التزام وصلت إلى 91%، متفوقًا على مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة، رغم تقاربهما في النسبة. إلا أن التفوق الفني للدمام في تطبيق المعايير التنفيذية منحه هذا التميز.
أما في الفئات الأقل من حيث عدد المسافرين، فقد حافظ مطار أبها الدولي على صدارته في الفئة الثالثة (من 2 إلى 5 ملايين مسافر سنويًا) بنسبة التزام بلغت 100%، في مؤشر قوي على التقدم الكبير في تجربة المسافر وتكامل الخدمات. كما سجل مطار عرعر الدولي المرتبة الأولى ضمن الفئة الرابعة للمطارات الدولية التي تقل عن مليوني مسافر سنويًا، بينما تصدر مطار القريات الفئة الخامسة المخصصة للمطارات الداخلية، محققًا كذلك نسبة التزام كاملة.
وقد اعتمد التقرير على مجموعة من المعايير التفصيلية التي تشمل أوقات الانتظار في إجراءات المغادرة والوصول، زمن استلام الأمتعة، كفاءة خدمات الجوازات والجمارك، وجودة تقديم الخدمات لذوي الإعاقة، مما يوفر للهيئة العامة للطيران المدني رؤية دقيقة وشاملة حول أداء المطارات.
وأكد التقرير أن هذه النتائج تعكس العدالة في التقييم وتعزز التنافسية بين المطارات المختلفة، في وقت تواصل فيه المملكة تنفيذ خططها الاستراتيجية لتطوير قطاع الطيران، وترسيخ دورها كمركز إقليمي رائد في مجال السفر الجوي والسياحة.
ويُعد هذا التقرير الشهري أداة مهمة تعتمد عليها الهيئة العامة للطيران المدني في مراقبة مستويات الأداء، والتدخل في الوقت المناسب لتقويم التجاوزات وتحسين النقاط التي قد تُسجل انخفاضًا في الجودة، ما ينعكس إيجابًا على تجربة ملايين المسافرين.
ومع استمرار العمل على تحسين البنية التحتية وتعزيز التكنولوجيا والخدمات الذكية في المطارات، فإن الطيران المدني السعودي يواصل المضي قدمًا في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، من خلال تقديم خدمات مطارية بمستويات عالمية، تقلل من أوقات الانتظار، وتزيد من سلاسة الإجراءات، وتضمن رضا المسافرين، محليًا ودوليًا.