newsالفنادق

كوريا الشمالية تدشّن أكبر منتجع سياحي على شواطئ كالما.. وكيم جونغ أون يصفه بـ”جوهرة العام”

في خطوة وصفت بأنها تعكس تحولاً استراتيجياً في سياسة كوريا الشمالية الاقتصادية، افتتح الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون هذا الأسبوع منتجع وونسان–كالما السياحي الساحلي، والذي يُعد أكبر مشروع سياحي تشهده البلاد في العقود الأخيرة. ويأتي الافتتاح الرسمي وسط مراسم فاخرة شهدت حضور كبار المسؤولين، وعائلة الزعيم، وعدد من ممثلي السفارات، أبرزهم السفير الروسي لدى بيونغ يانغ، في إشارة إلى احتمالات فتح المنتجع تدريجياً أمام السياحة الأجنبية مستقبلاً.

ويقع المنتجع في منطقة كالما الساحلية الشرقية، ويضم فنادق ونُزُلاً ومرافق ترفيهية قادرة على استيعاب ما يقرب من 20 ألف زائر، سواء من المواطنين الكوريين أو من الزوار الدوليين، في حال رفع الحظر المفروض منذ جائحة كورونا. وتبلغ مساحة الشاطئ السياحي نحو 4 كيلومترات، ويوفر بيئة متكاملة من الاستجمام، والرياضات البحرية، والمرافق الترفيهية، والمطاعم والمقاهي، ومراكز التسوق والخدمات التجارية.

منتجع كالما.. نموذج لرؤية كورية جديدة في السياحة
وقد عبّر كيم جونغ أون عن فخره الكبير بهذا المشروع، واصفاً إياه بـ”أحد أعظم إنجازات الدولة لهذا العام”، مشيراً إلى أن منطقة كالما السياحية تمثل “الخطوة الأولى الفعلية لبناء ثقافة سياحية متكاملة في كوريا الشمالية”، ومؤكداً أن المشروع هو تجسيد واضح لقدرة الدولة على تحويل الطموحات إلى واقع رغم التحديات.

وأكد الزعيم الكوري خلال جولته التفقدية في مرافق المشروع، والتي شملت حمامات السباحة المكشوفة والفنادق والمطاعم، على ضرورة توفير أفضل مستويات الراحة والضيافة للسياح، داعياً القائمين على المشروع إلى الالتزام بأعلى المعايير التشغيلية لضمان تجربة سياحية فريدة للزوار. وأوضح أن المؤتمر التاسع المرتقب لحزب العمال الكوري سيتبنى خطة كبرى لتوسيع التجربة السياحية عبر إنشاء مواقع سياحية كبرى مماثلة في مناطق أخرى من البلاد خلال فترة وجيزة، استناداً إلى الدروس المستخلصة من مشروع كالما.

انفتاح محدود.. وسياحة داخلية أولاً
رغم افتتاح المشروع السياحي الضخم، لم تُصدر كوريا الشمالية بعد أي إعلان رسمي بشأن موعد رفع الحظر عن دخول السياح الأجانب، المفروض منذ أوائل عام 2020 بسبب تداعيات جائحة كورونا. ووفق ما نشرته وكالة الأنباء الكورية المركزية، فإن المنتجع سيبدأ في استقبال السياح المحليين اعتباراً من الثلاثاء المقبل الموافق 1 يوليو 2025، دون تحديد موعد واضح لاستقبال الزوار الدوليين.

وتقول مصادر دبلوماسية إن الدعوة التي وُجهت للسفير الروسي وأعضاء البعثة الدبلوماسية الروسية لحضور حفل الافتتاح تُعد مؤشراً على أن روسيا قد تكون من أوائل الدول التي يُسمح لمواطنيها بزيارة المنتجع، ضمن استراتيجية الانفتاح السياحي التدريجي الذي تنتهجه كوريا الشمالية بحذر، في ظل استمرار بعض قيود مكافحة الوباء، والتوترات الجيوسياسية مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

مشروع سياحي اقتصادي–سياسي بامتياز
يمثل منتجع وونسان–كالما إحدى أبرز مبادرات كيم جونغ أون لإحياء الاقتصاد الوطني من خلال تنويع مصادر الدخل واعتماد السياحة كركيزة اقتصادية. ويُعد هذا المشروع أحد المشاريع الشخصية للزعيم، والذي أشرف عليه شخصياً منذ انطلاقته قبل عدة سنوات، في محاولة لجعل كوريا الشمالية مركز جذب سياحي في شرق آسيا، رغم العزلة الدولية والعقوبات المفروضة على البلاد.

ويؤكد مراقبون أن المشروع يحمل أبعادًا سياسية بقدر ما هو اقتصادي، إذ يسعى الزعيم الكوري لإظهار بلاده بمظهر الدولة الحديثة القادرة على تصميم وتنفيذ مشاريع سياحية متطورة، تتحدى الظروف الدولية والداخلية، في رسالة موجّهة إلى الداخل والخارج على حد سواء.

رسالة إلى العالم: كوريا الشمالية على خريطة السياحة العالمية؟
رغم التحديات والعزلة، تسعى كوريا الشمالية من خلال مشروع كالما السياحي إلى إرسال رسالة واضحة: أن البلاد تمتلك الإمكانيات والخطط والرؤية لتكون لاعباً فاعلاً في السياحة الإقليمية والدولية. وبينما لا تزال السياحة الدولية إلى كوريا الشمالية معلّقة، يبقى منتجع كالما نموذجًا محتملًا لمستقبل تنفتح فيه البلاد، ولو تدريجياً، أمام الزائرين من الخارج، في حال توفرت الظروف السياسية والصحية المناسبة.

هل سيكون هذا المنتجع بداية لعصر سياحي جديد في كوريا الشمالية؟ هذا ما ستكشفه الأشهر المقبلة، مع ترقّب عالمي لأي خطوات تشير إلى تخفيف القيود، وفتح الأبواب أمام تجربة فريدة في بلد طالما كان بعيدًا عن أنظار السائحين.

Total 0 Votes

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى