
شهد مطار دمشق الدولي صباح الأربعاء 2 يوليو 2025، وصول أول رحلة لطيران الجزيرة قادمة من الكويت، لتُعيد بذلك الخط الجوي المباشر بين البلدين بعد انقطاع دام أكثر من 13 عاماً، وسط ترحيب رسمي وشعبي بهذه الخطوة التي تحمل بُعداً يتجاوز النقل الجوي إلى إعادة وصل الأهل بالجذور، وتلبية تطلعات جالية سورية كبيرة في الكويت تنتظر هذا الحدث منذ سنوات.
وقد أقلعت الرحلة من مبنى الجزيرة T5 في مطار الكويت الدولي وهي مكتملة المقاعد، وحملت على متنها مسافرين من مختلف الأعمار والخلفيات، بينهم من يعود إلى وطنه لأول مرة منذ أمد بعيد. ووصفت الأجواء في صالة المغادرة بأنها “مؤثرة جداً”، حيث امتزجت مشاعر الفرح بالدموع، في لحظة استثنائية ترمز إلى لمّ الشمل واستعادة التواصل مع الوطن.
وتُعد الجالية السورية في الكويت من أكبر الجاليات العربية، حيث يفوق عدد أفرادها 200 ألف، وقد شكّل انقطاع الرحلات المباشرة إلى سوريا على مدى السنوات الماضية عائقاً أمام العديد من العائلات، مما جعل من إعادة تشغيل هذا الخط حدثاً نوعياً ومرتقباً.
وكانت طيران الجزيرة تُسيّر في السابق رحلات منتظمة إلى عدد من المدن السورية مثل دمشق، حلب، ودير الزور، لكن الحرب والأوضاع السياسية عطّلت هذا المسار لسنوات. واليوم، تعود الشركة – وهي من أبرز شركات الطيران منخفض التكلفة في المنطقة – إلى دمشق من بوابة التعاون المشترك والاستجابة الفعلية لاحتياجات السوق.
وأكدت الشركة أن الرحلات ستبدأ بوتيرة يومية، على أن تتم زيادتها إلى رحلتين يومياً قبل نهاية موسم الصيف، في خطوة تهدف إلى استيعاب الطلب المتزايد، كما تدرس طيران الجزيرة حالياً إمكانية توسيع عملياتها في سوريا لتشمل وجهات إضافية في المستقبل القريب، مع تحسّن المؤشرات وتعافي السوق السياحي والجوي.
وبهذه المناسبة، صرّح الرئيس التنفيذي لطيران الجزيرة، براثان باسوباثي، قائلاً:” نحن لا نعيد فقط تشغيل خط جوي، بل نبني جسراً حيوياً يحمل الأمل والحنين لمئات الآلاف من الأفراد الذين طال انتظارهم لهذا الربط. الرحلة الأولى حملت مشاعر لا تُنسى، فقد كان كثير من المسافرين يعودون إلى ديارهم بعد سنوات من الغياب. هذه اللحظة هي محط فخر لطيران الجزيرة. نشكر السلطات المعنية في الكويت وسوريا على دعمها الكبير الذي مكّن هذا المشروع من الانطلاق”.
وأشار باسوباثي إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار التزام الشركة الدائم بتوسيع شبكة وجهاتها وربط المجتمعات عبر خطوط جوية موثوقة وميسّرة، لاسيما لخدمة الجاليات والمقيمين في منطقة الخليج.
من جانبها، رحّبت الجهات الرسمية في مطار دمشق الدولي بوصول طيران الجزيرة، مشيدة بهذه الخطوة كجزء من انفتاح تدريجي ومتنامٍ يعكس بداية مرحلة جديدة من الاستقرار والانفتاح الاقتصادي والسياحي، وداعية شركات الطيران الأخرى إلى أن تحذو حذوها.
وتواصل طيران الجزيرة، التي تُعد واحدة من أسرع شركات الطيران نمواً في المنطقة، تنفيذ استراتيجيتها الطموحة في تعزيز الربط الإقليمي، من خلال تسيير رحلات إلى أكثر من 60 وجهة في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع التركيز على توفير تجربة سفر منخفضة التكلفة دون التنازل عن معايير الجودة والراحة.
هذا وتُعتبر عودة الرحلات المباشرة بين الكويت ودمشق مؤشراً واضحاً على استعادة الثقة بالسوق السوري وفتح آفاق جديدة أمام الحركة السياحية والاقتصادية والتجارية، بما يعزّز من الروابط العائلية والإنسانية، ويعيد لسوريا بعضاً من دورها المحوري في منظومة النقل الإقليمي.