زيادة بنسبة 35% في عمليات البحث عن “الإجازات المحلية”.. و”جيمناي” يرسم ملامح تجربة السفر الجديدة باللهجات السعودية

“بيانات غوغل”: السعوديون يتجهون بقوة نحو السياحة الداخلية في صيف 2025 (رئيسي)
كشفت شركة “غوغل” عن بيانات حديثة تشير إلى ارتفاع ملحوظ في اهتمام السعوديين بالسياحة المحلية خلال صيف عام 2025، مع تسجيل زيادة بنسبة 35% في عمليات البحث عن “الإجازات المحلية” أو ما يُعرف بمفهوم “Staycation” خلال شهري يونيو ويوليو. وقد وضع هذا التوجه المملكة في المرتبة الثالثة عربيًا بعد تونس وسلطنة عمان من حيث معدلات البحث عن هذا النوع من الرحلات، وفقًا لمؤشرات “Google Trends”.
وأوضحت مروة خوست، مديرة الإعلام والتواصل في “غوغل”، أن هذا التوجه المتصاعد يعكس تحولاً في سلوك المسافرين السعوديين، مدفوعًا بالتنوع الجغرافي الكبير الذي تتمتع به المملكة، حيث أصبح بالإمكان التنقل بين المدن الساحلية مثل الوجه وجيزان، والمناطق الجبلية والمعتدلة مثل الطائف والمدينة المنورة، مما يتيح خيارات متعددة تناسب مختلف الأذواق والمواسم.
وأضافت خوست أن اهتمام السعوديين لم يعد يقتصر على الوجهات السياحية، بل بات ينصب على تفاصيل التجربة السياحية نفسها. فقد أظهرت بيانات البحث زيادة في الطلب على معلومات تتعلق بـ: وجود حمامات سباحة، وتكلفة الإقامة، وتوفر أنشطة للأطفال، والمواقع المناسبة للتخييم، وحتى الأماكن الصديقة للحيوانات الأليفة. وتدل هذه المؤشرات على أن الإجازة لم تعد تقتصر على الانتقال إلى وجهة جديدة، بل أصبحت تجربة متكاملة تُبنى على الراحة والتخصيص.
وفي سياق التطور التقني، كشفت غوغل أن أداة الذكاء الاصطناعي الجديدة “جيمناي” أصبحت أداة رئيسية للمستخدمين السعوديين في تخطيط الرحلات، حيث تُستخدم بشكل متزايد لتقديم اقتراحات مخصصة باللغة العربية وباللهجات المحلية. وتشير خوست إلى أن طبيعة الأسئلة أصبحت أكثر تحديدًا، مثل: “اقترح لي رحلة عائلية لمدة يومين في الوجه”، أو “ما أفضل المطاعم المطلة على البحر في جيزان؟”.
وتقوم “جيمناي” بدمج البيانات من نتائج البحث وخرائط غوغل ومصادر السياحة المحلية، لتصميم خطة سفر متكاملة تُراعي تفضيلات المستخدم وتمنحه تجربة تخطيط مبسّطة وشخصية. وتُظهر البيانات أن استخدام هذه الأداة لم يعد مقتصرًا على فئة عمرية أو منطقة بعينها، بل أصبح توجهًا وطنيًا يشمل السعوديين من مختلف الفئات والمناطق.
ومن اللافت، بحسب غوغل، أن عدد الفيديوهات التي يتم توليدها باللهجات السعودية على المنصة ارتفع بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، مما يدل على تفاعل المستخدمين مع الأدوات الجديدة بلغتهم وهويتهم المحلية، وهو ما يعزز علاقة السعوديين بتقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن تجاربهم اليومية، خاصة في مجال السفر.
وفي ختام تصريحها، أكدت خوست أن “هذا التوجه لا يبدو عابرًا، بل يُمثل مسارًا استراتيجيًا متصاعدًا، مدفوعًا بالتوسع في المواسم السياحية والفعاليات الثقافية والرياضية المتعددة على مدار العام. كما أن هذه البيانات التي يتم جمعها عبر منصة Google Trends تُسهم في دعم الجهات السياحية الرسمية في المملكة لتطوير خططها بناءً على سلوك المستخدمين الفعلي”.
ومن المنتظر أن تستمر غوغل بمشاركة هذه التحليلات بشكل موسمي، على أن يتم إصدار تقرير شامل في نهاية العام يقدم قراءة معمقة لاتجاهات السعوديين في السفر والسياحة، وخصوصًا في ما يتعلق بالسياحة الداخلية التي باتت اليوم أحد أهم محركات النمو السياحي في المملكة، ضمن رؤية السعودية 2030.