السياحة الكوبية تتراجع بنسبة 25% في النصف الأول من 2025 وسط انخفاض حاد من الأسواق التقليدية

شهد قطاع السياحة في كوبا تراجعًا حادًا خلال النصف الأول من عام 2025، مع تسجيل انخفاض بنسبة 25% في عدد الزوار الدوليين مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024. ووفقًا للإحصاءات الرسمية، استقبلت كوبا حتى نهاية يونيو/حزيران 981,856 زائرًا دوليًا، أي أقل بـ327 ألف سائح عن العام الماضي، مما يعكس تراجعًا مقلقًا في أحد أبرز مصادر الدخل القومي للبلاد.
ورغم هذا التراجع العام، حافظت كندا على موقعها كأكبر سوق مصدر للسياح إلى كوبا، بعدد بلغ 428,125 زائرًا، إلا أن هذا الرقم يمثل بدوره انخفاضًا بنسبة 25.9% عن العام الماضي. كما سُجل انخفاض دراماتيكي في عدد الزوار القادمين من الولايات المتحدة، بلغ 80.6%، ليصل العدد إلى 66,704 فقط. كذلك، انخفضت حركة الزوار من أفراد الجالية الكوبية المقيمة في الخارج بنسبة 22.4% لتصل إلى 120,423 شخصًا.
أما السوق الروسية، التي كانت تعد من الأسواق الواعدة للسياحة الكوبية، فلم تسجل تعافيًا يُذكر، حيث بلغ عدد السياح الروس 63,708 فقط، أي ما يعادل 56.5% من أرقام الفترة نفسها في عام 2024. ولم تكن الأسواق الأوروبية أفضل حالًا، إذ انخفض عدد الزوار من ألمانيا من 36,345 إلى 23,301، ومن فرنسا من 29,968 إلى 22,048، بينما سجلت إسبانيا أكبر تراجع بنسبة 73.6%.
ورغم الانخفاض الكبير في معظم الأسواق التقليدية، شكّلت كولومبيا استثناءً لافتًا، إذ سجلت ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 2.4% في عدد السياح الوافدين، لتكون الدولة الوحيدة بين المصدرين الرئيسيين التي تحقق نموًا في هذا الإطار.
وبشكل عام، بلغ إجمالي عدد المسافرين (بما في ذلك السياح والزوار من فئات أخرى) إلى كوبا خلال النصف الأول من العام 1,360,650، مقارنة بـ1,680,304 خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، أي ما يعادل 81% فقط من إجمالي حركة السفر السابقة.
وتشير هذه الأرقام إلى تحديات متزايدة يواجهها القطاع السياحي الكوبي في ظل أوضاع اقتصادية وجيوسياسية معقدة، ما يستدعي جهودًا عاجلة لإعادة تنشيط السوق وجذب المزيد من الزوار من الأسواق الناشئة وغير التقليدية.