التقرير يكشف عن إنجازات بيئية واجتماعية بارزة وخطط استراتيجية لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050″إم إس سي” تُبحر نحو المستقبل الأخضر.. تقرير الاستدامة 2024 يرسم ملامح التحول الطاقي في عالم الرحلات البحرية

في خطوة جديدة تؤكد التزامها الراسخ بالتحول نحو مستقبل أكثر استدامة، أعلنت شركة “إم إس سي” للرحلات البحرية، من مقرها في دبي، عن إصدار تقرير الاستدامة لعام 2024، كاشفة عن تقدم ملحوظ في الأداء البيئي والاجتماعي، ونتائج ملموسة تعكس فعالية استراتيجياتها لتحقيق الحياد الكربوني وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى صافي صفر بحلول عام 2050.
التقرير، الذي يصدر للسنة السادسة على التوالي، يسلط الضوء على خطة التحول في مجال الطاقة التي تم التحقق منها بشكل مستقل، لتشكل خارطة طريق شاملة لأسطولي “إم إس سي كروزس” و”Explora Journeys”، متضمنة أهدافًا مرحلية واضحة لخفض الانبعاثات الكربونية، وإجراءات تنفيذية مصممة لضمان تحقيق هذه الأهداف الطموحة.
ومن أبرز ما ورد في التقرير، تمكن الشركة من تفادي نحو 50 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال عام واحد فقط، بفضل اعتماد أدوات مبتكرة لتحسين كفاءة الأسطول، مثل نظام OptiCruise ومنصة Oceanly Performance، اللذين يرفعان من كفاءة التشغيل ويتيحان التخطيط الفوري لمسارات الرحلات البحرية، مما ينعكس إيجابًا على تقليل البصمة البيئية.
كما شهد عام 2024 توسعًا كبيرًا في عدد الموانئ التي تعتمد على تقنية التوصيل الكهربائي للسفن، حيث ارتفع العدد من 44 ميناء في عام 2023 إلى 142 ميناء موزعة على 13 دولة. ويُعد هذا التحول جزءًا من التزام الشركة باستخدام الطاقة الكهربائية عند رسو السفن كلما كانت متاحة، حيث أن جميع السفن التي انضمت إلى الأسطول منذ عام 2017 مجهزة بهذه التقنية، مع استمرار العمل على تحديث بقية الأسطول الحالي.
على الصعيد البشري، كشف التقرير عن ارتفاع نسبة الاحتفاظ بأطقم العمل إلى 89% مقارنة بـ83% في العام السابق، في مؤشر واضح على نجاح سياسات الشركة في تعزيز مشاركة الموظفين وتطوير مهاراتهم. وفي إطار سعيها لتعزيز المساواة والشمول، أعلنت “إم إس سي” عن تشكيل لجنة استشارية للتنوع، تضم ممثلين عن موظفيها الذين ينتمون إلى أكثر من 140 جنسية حول العالم، بهدف ترسيخ العدالة في بيئة العمل.
ولم يقتصر التزام الشركة على البحر فقط، بل امتد إلى حماية البيئة في وجهاتها السياحية، وفي مقدمتها جزيرة “أوشن كاي” التي شهدت ازدهار الحياة البحرية بفضل برامج حماية البيئة وإعادة تأهيل الشعاب المرجانية. وفي إطار الجهود لحماية الكائنات المهددة، نفذت الشركة برنامجًا تدريبيًا شمل 469 من أفراد الأطقم الرئيسيين، بالتعاون مع جمعية “أوركا”، لتوعيتهم بكيفية تجنب اصطدام السفن بالحيتان، وتعريفهم بالأنواع المهددة وطرق رصدها.
أما على صعيد التجارب السياحية، فقد نظمت الشركة أكثر من 4,500 جولة سياحية على الشواطئ في 84 دولة خلال العام، من بينها 284 جولة Protectours المصممة لتوفير تجارب منخفضة التأثير البيئي. كما كشف التقرير أن أسطولي “إم إس سي كروزس” و”Explora Journeys” نقلا معًا 4.6 مليون ضيف عبر 341 رحلة بحرية شملت 90 دولة حول العالم.
وفي تعليق على التقرير، قال بيرفرانسيسكو فاغو، رئيس مجلس قسم الرحلات البحرية في “إم إس سي”: “بصفتنا شركة عائلية ذات بصمة عالمية، فإن مهمتنا لا تقتصر على تشغيل السفن اليوم، بل قيادتها نحو مستقبل مستدام للأجيال القادمة. لقد زوّدنا سفننا بمرونة تتيح استخدام أنواع متعددة من الوقود، ووضعنا على متنها كوادر تتبنى رؤيتنا للمستقبل.” وأضاف: “نعمل على توسيع نطاق حلول الطاقة النظيفة، وتطوير السفن القائمة، والمساهمة في تحديث البنى التحتية للموانئ، فضلًا عن تعزيز التعاون القطاعي لتسريع التحول الطاقي العالمي. خفض الانبعاثات الكربونية ليس تحديًا بسيطًا، بل هو رحلة نخطها بثبات، عبر الابتكار والكفاءة التشغيلية والشراكات الاستراتيجية، بروح جماعية ورؤية مشتركة.”
بهذا التقرير، تواصل “إم إس سي” تثبيت موقعها كلاعب رئيسي في صناعة الرحلات البحرية المستدامة، مؤكدة أن البحر يمكن أن يكون مسرحًا للإبداع والابتكار، ومسارًا نحو عالم أكثر خضرة ومسؤولية.