أشجار اللوز تزهر سياحة ريفية في الباحة.. تنمية زراعية واقتصادية بثوب بيئي ساحر

450 شجرة لوز و200 نوع نباتي تُعيد تشكيل المشهد السياحي في مزارع الباحة وتدعم الاستدامة الريفية
في مشهد يعكس التناغم بين الطبيعة والتنمية المستدامة، شهدت منطقة الباحة انتعاشًا لافتًا في قطاع السياحة البيئية الريفية، بفضل التوسع في زراعة أشجار اللوز التي أصبحت من أبرز العوامل الجاذبة للزوار والمصطافين، لا سيما خلال مواسم التزهير التي تحوّل المزارع إلى لوحات طبيعية خلابة
وتسهم زراعة اللوز في المنطقة، بحسب تقرير بثته قناة “الإخبارية” السعودية، في تحقيق نقلة نوعية على مستوى الاقتصاد المحلي، من خلال تعزيز جودة المنتجات الزراعية، وزيادة الاعتماد على الإنتاج النباتي ذي العوائد المجزية، إلى جانب دورها الجمالي البيئي الذي يثري تجربة الزوار، ويحوّل الريف إلى مقاصد سياحية مفضلة لعشاق الطبيعة.
وجهة بيئية نابضة بالحياة
وتُعد مزرعة بساتين اللوز إحدى العلامات البارزة في هذا التحول السياحي الزراعي، حيث تحتضن أكثر من 450 شجرة لوز منتجة، إضافة إلى 200 نوع من الأشجار والنباتات المحلية، بعضها يمتد عمره لعشرات السنين، ما يعكس التنوع البيئي الفريد الذي تزخر به الباحة، ويمنح الزائر تجربة ريفية أصيلة.
وباتت هذه المزارع نموذجًا يحتذى في الاستثمار الزراعي السياحي المستدام، إذ تجمع بين الإنتاج الزراعي عالي الجودة، والأنشطة السياحية البيئية التي تتيح للزوار التفاعل المباشر مع البيئة، ومشاهدة مراحل نمو الأشجار، وتذوق منتجات محلية طبيعية مثل اللوز والعسل والزيتون.
دعم للهوية الزراعية المحلية
وتتجلى أهمية زراعة أشجار اللوز أيضًا في تعزيز الهوية الزراعية الخاصة بمنطقة الباحة، التي تُعرف بخصوبة أراضيها وتنوعها المناخي، ما يجعلها مناسبة لزراعة عدد من المحاصيل البعلية والنباتات العطرية والأشجار المثمرة، وعلى رأسها اللوز الذي بات رمزًا للنهضة الزراعية البيئية في المنطقة.
وتشكل الأشجار المزروعة مظلة طبيعية لعشرات الطيور، ما يزيد من القيمة البيئية للتجربة السياحية، ويجذب المصورين ومحبي مراقبة الطيور والمهتمين بالحياة البرية.
السياحة الزراعية.. رافد اقتصادي جديد
وتنضم هذه المبادرات إلى رؤية السعودية 2030 التي تولي اهتمامًا متزايدًا بالسياحة البيئية والريفية، كأحد مسارات التنويع الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة. ويأمل المزارعون والمستثمرون في الباحة أن تتحول هذه المزارع إلى وجهات متكاملة للسياحة البيئية، مزوّدة بمرافق استقبال وممرات للمشي، ومواقع للتخييم والمبيت الريفي.
ويطمح القائمون على مشروع بساتين اللوز إلى إدخال تقنيات الزراعة الذكية، وتحقيق الاكتفاء المحلي من منتجات اللوز، وتوسيع رقعة الزراعة لتشمل مزيدًا من القرى والمزارع، مما يوفر فرص عمل، ويدعم سلاسل الإمداد الغذائي في المنطقة.
الباحة.. لوحة خضراء تُعيد رسم خريطة السياحة
وتعزز هذه النجاحات من مكانة الباحة كواحدة من أبرز المناطق الجاذبة للسياحة البيئية في المملكة، بفضل طبيعتها الجبلية الفريدة، وأجوائها المعتدلة، وتراثها الزراعي العريق. وتُظهر هذه التجارب أن البيئة الريفية ليست فقط عنصرًا جماليًا، بل مصدر دخلٍ واستثمارٍ وتنميةٍ مستدامة.
وختامًا، فإن أشجار اللوز في الباحة لا تنبت محصولًا فقط، بل تنبت أيضًا فرصًا واعدة لمستقبل اقتصادي أخضر، يضع الزراعة والسياحة في قلب التنمية المحلية، ويعيد رسم معالم الريف كوجهة عالمية لمحبي الطبيعة والهدوء.