نمو يفوق 10% سنويًا وسياحة الفعاليات تفتح آفاقًا جديدة للتعاون الثقافي والاقتصادي بين البلدينأرمينيا وجهة مفضلة للإيرانيين.. ارتفاع سنوي متواصل في أعداد السياح القادمين من إيران

يشهد قطاع السياحة في أرمينيا تحوّلاً لافتاً مع استمرار تدفق الزوار من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث تسجّل الإحصاءات الرسمية نموًا مطردًا في عدد السياح الإيرانيين عاماً بعد عام، مما يعزز مكانة أرمينيا كإحدى الوجهات الإقليمية المفضلة لجيرانها الجنوبيين.
ووفقاً لتصريحات لوسينه كيفوركيان، رئيسة لجنة السياحة في وزارة الاقتصاد الأرمينية، خلال مؤتمر صحفي عقد في المركز الإعلامي لوكالة “أرمنبريس”، فقد بلغ عدد السياح الإيرانيين الذين زاروا أرمينيا في عام 2024 نحو 180 ألف سائح، بزيادة قدرها 30 ألفاً مقارنة بالعام السابق. وفي مقارنة أوسع، تضاعف هذا العدد مقارنة بإحصاءات عام 2021، ما يعكس الاتجاه التصاعدي المستمر للعلاقات السياحية بين البلدين.
وأكدت كيفوركيان أن بيانات النصف الأول من عام 2025 تُظهر بدورها استمرار هذا النمو، إذ وصل عدد الزوار الإيرانيين إلى 77 ألف سائح، مقارنة بـ 69 ألفاً في نفس الفترة من عام 2024، أي بنسبة نمو تجاوزت 10%.
وقالت كيفوركيان:” يمكن القول بثقة إن السوق الإيرانية تشكّل أحد أهم مصادر السياحة بالنسبة لأرمينيا، ونحن نرصد بارتياح هذا النمو السنوي الثابت في عدد الزوار. إن ما يميز السياح الإيرانيين هو تكرار زياراتهم وارتباطهم المتنامي بالفعاليات الثقافية والفنية التي تنظم في البلاد.”
وأشارت المسؤولة الأرمنية إلى أن الحكومة تعمل على تطوير سياحة الفعاليات، التي باتت أحد المحركات الأساسية لاستقطاب الزوار من إيران. فالمهرجانات الموسيقية، والأسابيع الثقافية، والمعارض الفنية، والاحتفالات الدينية، جميعها أصبحت تمثل عامل جذب رئيسياً للسياح الإيرانيين، الذين غالبًا ما يخططون زياراتهم لتتزامن مع هذه الفعاليات.
وأضافت:” سياحة الفعاليات ليست مجرد عنصر ترفيهي، بل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الاستراتيجية الاقتصادية للقطاع السياحي، لما لها من أثر مباشر على الإنفاق السياحي وزيادة معدل الإقامة. كما أنها تُسهم في خلق فرص حقيقية للتبادل الثقافي والتجاري، وتعزيز التعاون مع المنظمات الشريكة في إيران.”
وأكدت كيفوركيان أهمية مواصلة تعزيز البنية التحتية السياحية، وتوفير برامج سياحية متنوعة تستهدف فئات مختلفة من السياح الإيرانيين، خصوصاً مع تنامي اهتمامهم بالمواقع الطبيعية، والعلاجية، والأنشطة الترفيهية العائلية.
وتأتي هذه المؤشرات الإيجابية في سياق أوسع من الجهود التي تبذلها أرمينيا لتوسيع رقعة أسواقها السياحية، وتأكيد موقعها كوجهة آمنة، وثقافية، ومتعددة الأنماط في منطقة جنوب القوقاز. ومع استمرار الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي، تُعد السوق الإيرانية فرصة واعدة للاستثمار والتعاون في مختلف مجالات السياحة.