“العلمين الجديدة”.. مدينة المستقبل تفتح أبوابها للسياحة العربية والعالمية من بوابة المهرجان مهرجان العلمين يتحوّل إلى منصة دولية للترفيه والفنون ويضع المدينة على خارطة السياحة الكبرى (رئيسي)

في مشهد يتجاوز الترفيه إلى إعادة تشكيل المشهد السياحي المصري، أضحت مدينة العلمين الجديدة عنوانًا صاعدًا على خارطة المقاصد السياحية العالمية، بفضل مهرجان العلمين الذي بات يُنظَر إليه اليوم كأكثر من مجرد فعالية فنية، بل كأداة استراتيجية لتسويق مدينة واعدة تُعانق المتوسط وتخاطب أذواق الزائرين من كافة أنحاء العالم، وخاصة من الأسواق الخليجية والعربية.
مهرجان بمستوى عالمي.. والعلمين تتألق
في نسخته الثالثة، انطلقت فعاليات مهرجان العلمين الجديدة وسط إقبال لافت من الزوار العرب والخليجيين، مما يعكس نجاح الجهود الترويجية التي وضعت المدينة في بؤرة الضوء الإقليمي. لم تعد المدينة الناشئة مجرد مشروع عمراني ساحلي فاخر، بل أصبحت مقصدًا حيًا لآلاف الباحثين عن تجربة سياحية متكاملة تمزج بين البحر والثقافة، بين الفنون والتسوّق، وبين البنية التحتية العصرية والضيافة المصرية.
وتحولت النسختان السابقتان من المهرجان إلى تمهيدٍ فعلي لتحويل المدينة إلى مركز صيفي جديد للترفيه والسياحة التفاعلية، لكن النسخة الحالية ترتقي بالحدث إلى مستوى مهرجانات البحر الأبيض المتوسط الكبرى، من خلال تنوّع برنامجه، ومستوى الحضور، والشراكات الإقليمية والدولية الداعمة له.
حملة ترويجية ذكية.. تخاطب السائح الخليجي والعربي
في سياق استراتيجي متكامل، أطلقت وزارة السياحة والآثار المصرية، ممثلة في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، حملة ترويجية نوعية بالتعاون مع منصة WEGO العالمية، تحت شعار “مصر.. تنوع لا يُضاهى”. تهدف الحملة إلى مخاطبة جمهور المسافرين العرب من خلال محتوى رقمي يبرز الخصائص الفريدة للمقاصد المصرية، وعلى رأسها مدينة العلمين الجديدة، التي باتت رمزًا للسياحة العصرية المتنوعة.
الحملة الرقمية تطرقت إلى أنماط السياحة التي يهتم بها المسافر الخليجي والعربي، مثل الشواطئ الراقية، والأنشطة البحرية، والرحلات الثقافية، والتسوق، وسياحة الترفيه العائلي، مما يجعل العلمين قادرة على تلبية تطلعات فئات متنوعة من الزوار.
عروض مسرحية وموسيقى عربية.. توثيق الثقافة وتصديرها
يتفرّد مهرجان العلمين هذا العام بتقديم مزيج نادر من الفنون، يشمل حفلات غنائية لكبار نجوم العالم العربي، إلى جانب عروض مسرحية تراثية تُبرز التنوع الثقافي المصري، وفرق فلكلورية تمثل محافظات عدة، مما يثري السياحة الثقافية ويخلق محتوى فنيًا يتجاوز الترفيه إلى التوثيق البصري للهوية الوطنية.
وما يميز الحدث هو الدمج الذكي بين الحضور الفني عالي المستوى، والبنية التحتية الفاخرة للمدينة، التي تضم فنادق ومنتجعات ومرافق عالمية، تمكّن الزائر من قضاء تجربة متكاملة، تجمع بين الحفلات، والمطاعم، والمارينا، وفعاليات الأطفال، والمولات الحديثة.
النقل الجوي.. جسور سياحية تربط الخليج بالعلمين
في مايو الماضي، وخلال لقاء جمع مسؤولين من وزارة السياحة والآثار بشركة فلاي ناس السعودية، تم الإعلان عن زيادة عدد الرحلات الأسبوعية إلى مطار العلمين الجديد إلى 11 رحلة أسبوعياً بدلاً من ثلاث، استجابةً للطلب المتزايد من السوق الخليجي. وتُعد هذه الخطوة بمثابة شهادة على تنامي مكانة العلمين الجديدة كمقصد سياحي دولي ناشئ.
كما تم الاتفاق على استمرار تسيير الرحلات حتى أكتوبر المقبل، ما يؤكد الرغبة في جعل العلمين مدينة جاذبة للسياحة على مدار موسم طويل، لا يقتصر على عطلات الصيف فحسب.
مدينة ذكية.. وسياحة مستدامة
العلمين ليست مجرد شاطئ جميل، بل هي مدينة ذكية من الجيل الرابع، صُمّمت لتكون مستدامة، وآمنة، ومتصلة بأحدث التقنيات، وتضم بنية تحتية متكاملة تشمل جامعات، ومراكز تجارية، ومتنزهات، وموانئ، وهو ما يجعلها مؤهلة لتكون وجهة إقامة دائمة ووجهة سياحية موسمية في آنٍ واحد.
وتسهم استضافة المهرجان في تحفيز الإنفاق السياحي، وزيادة متوسط الإقامة، وتنويع مصادر دخل المدينة، وتفعيل الاستثمارات الفندقية والخدمية، ما يُعيد رسم المشهد السياحي المصري على أسس جديدة تقوم على التوازن بين الجذب الثقافي والبنية التحتية الترفيهية.
نحو موسم سياحي متكامل
مع الروزنامة الحافلة لفعاليات العلمين، من المتوقع أن تشهد المدينة حركة سياحية نشطة حتى أواخر الخريف، خاصة مع الخطط الحكومية لربط المدينة بمنصات حجز عالمية، وتوسيع التغطية الإعلامية الدولية. فالعلمين لا تستهدف فقط السائح العربي، بل تمضي قدمًا نحو التحوّل إلى مركز سياحي إقليمي ودولي على البحر المتوسط، ينافس مدن مثل برشلونة ونيس.