قطار الأندلس الفاخر ينطلق بمسار جديد في 2026.. سبعة أيام عبر تاريخ إسبانيا الإسلامية والكنوز الأوروبية
في لحظة تاريخية تواكب الذكرى الأربعين لانطلاقه، أعلنت شركة القطارات الإسبانية الفاخرة “رينفي” عن إطلاق مسار جديد كليًا لقطار الأندلس السياحي الفاخر، يبدأ تشغيله في موسم عام 2026. ويأتي هذا المسار المحدث ليُشكّل تجربة استثنائية لعشّاق السفر بالقطارات، حيث يمزج بين الرفاهية الأوروبية والتاريخ الإسلامي في باقة واحدة تمتد على مدار سبعة أيام من السحر الثقافي والترفيه الراقي.
محطات من ذهب.. من قلب مدريد إلى عمق الأندلس
لأول مرة، سينطلق قطار الأندلس من العاصمة الإسبانية مدريد، أو ينهي رحلته فيها، ليمر بمحطات اختيرت بعناية لتروي قصة حضارات متعددة، وعلى رأسها الحقبة الإسلامية الذهبية في الأندلس. ويشمل المسار الجديد مدنًا عريقة مثل:
• أرانخويث، حيث يقع القصر الملكي الصيفي وسط حدائق مبهرة.
• طليطلة، المدينة التي اشتهرت بتعايش الديانات الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية، وتزخر بتراث معماري وفني فريد.
• قصرش وميريدا في منطقة إكستريمادورا، حيث تلتقي آثار الرومان بالمشهد الطبيعي الريفي.
• قرطبة، بجوهرتها الأندلسية العريقة – الجامع الكبير – أحد أروع الأمثلة المعمارية الإسلامية في أوروبا.
• خيريث دي لا فرونتيرا، المعروفة بموسيقى الفلامنكو ومصانع الشيري التقليدية.
• قادش، أقدم مدينة مأهولة في أوروبا الغربية، وميناء تاريخي عريق.
• إشبيلية، ختام الرحلة الفاتنة، بعراقتها الأندلسية وقصورها وأزقتها التي تنبض بالحياة.
رحلة بسبعة نجوم… فخامة تتجاوز الطرقات
في تصريحات للصحافة الإسبانية، قال غونزالو باستور، مدير قطارات الرفاهية في شركة “رينفي”، إن المسار الجديد يهدف إلى جذب شرائح جديدة من السياح الراقيين من أوروبا الوسطى وأمريكا الشمالية، مع الحفاظ على الطابع الفاخر المستوحى من قطارات عشرينيات القرن الماضي. وأكد أن هذا النمط من السياحة يوفر تجربة “بطيئة، أنيقة، ومتعمقة”، تتجاوز مجرد التنقل، لتصبح رحلة ثقافية وإنسانية قائمة على الفخامة المستدامة.
ويُذكر أن أكثر من 70% من ركاب قطار الأندلس هم من السياح الدوليين، نصفهم من أوروبا، والباقي من أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة، ما يعكس جاذبية هذه التجربة في الأسواق العالمية.
تفاصيل الإقامة والخدمة.. رفاهية على القضبان
قطار الأندلس ليس مجرد وسيلة نقل، بل فندق فاخر متنقل يضم خيارين من الإقامة:
• سويت ديلوكس: غرفة أنيقة مع حمام خاص وتصميم كلاسيكي.
• غران كلاس: جناح فاخر يقدم أعلى درجات الخصوصية والخدمة.
وتشمل باقة الرحلة:
• ثلاث وجبات فاخرة يوميًا، تتنوع بين أطباق إسبانية محلية ومأكولات متوسطية راقية.
• حافلة مرافقة فاخرة لنقل الركاب إلى المواقع السياحية في كل محطة.
• دخول مجاني لجميع المعالم والمتاحف المدرجة ضمن البرنامج.
• مرشدون سياحيون ناطقون بعدة لغات، يقدمون للركاب شرحًا حيًا لتاريخ كل وجهة.
• أنشطة مسائية ترفيهية على متن القطار، تشمل عروض موسيقية، تذوق نبيذ، وفقرات حية تعكس روح كل منطقة.
ويُعد تصميم القطار الداخلي جزءًا من التجربة في حد ذاته، حيث تم تزيينه على طراز “آرت ديكو” العشرينيات، بأخشاب فاخرة ومقاعد مخملية، تعكس أناقة الزمن الجميل.
السياحة الفاخرة المستدامة.. رؤية مستقبلية لإسبانيا
يمثل هذا المشروع جزءًا من توجه إسبانيا نحو تنويع منتجاتها السياحية الفاخرة والمستدامة، عبر دعم السفر بالقطارات كبديل منخفض الأثر البيئي مقارنة بالطيران أو السيارات. وتقول الجهات المنظمة إن تجربة “قطار الأندلس” تمنح الزائر فرصة الاندماج في النسيج الثقافي الحقيقي للمدن الإسبانية، بعيدًا عن الزحام الموسمي للمدن الكبرى.
وتعد تجربة “قطار الأندلس” نموذجًا يحتذى به في دمج السياحة بالتراث، والفن بالضيافة، والتاريخ بالمعاصرة، ما يجعلها وجهة مثالية للمسافرين من دول الخليج العربي الباحثين عن رحلات ذات طابع ثقافي، راقٍ، ومريح في الوقت ذاته.
تتأهب إسبانيا في 2026 لاستقبال الزوار بخبرة تمتد لأربعة عقود في سياحة القطارات الفاخرة. وبين الضيافة الرفيعة، والمعمار العربي الإسلامي، وثراء الأندلس، يقدم “قطار الأندلس” مسارًا يلامس الذاكرة والتاريخ والروح، ويستحق أن يكون على رأس قائمة الوجهات لمحبي السفر الراقي في العالم العربي.
