شهد مطار الشارقة الدولي أداءً تشغيلياً استثنائياً خلال النصف الأول من عام 2025، ليواصل تأكيد مكانته كأحد أبرز المطارات الإقليمية من حيث الكفاءة والمرونة التشغيلية. فقد ارتفع عدد المسافرين عبر المطار إلى 9,110,397 مسافراً، محققاً نمواً بنسبة 10% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2024، والتي سجّلت 8,313,811 مسافراً. ويعكس هذا النمو التصاعدي مدى جاذبية المطار للمسافرين من داخل دولة الإمارات وخارجها، واستجابته الفعالة للطلب المتزايد على السفر والسياحة والعمل.
كما ارتفعت حركة الطائرات بنسبة 4.3% خلال نفس الفترة، لتصل إلى 54,953 حركة، مقارنة بـ 52,695 حركة في النصف الأول من العام الماضي، وهو ما يُظهر اتساع شبكة الوجهات وزيادة الرحلات المنتظمة والتجارية التي يستقبلها المطار. ولم تقتصر مؤشرات النمو على حركة المسافرين والطائرات فحسب، بل شهدت عمليات مناولة الشحن الجوي نمواً قياسياً بلغ 6.36%، ليصل إجمالي الشحن إلى 102,427 طناً، ما يعكس قوة البنية التحتية والقدرة التشغيلية العالية للمطار في مجالي الشحن والخدمات اللوجستية.
وفي تعليقه على هذه النتائج، أكد علي سالم المدفع، رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي، أن هذا الأداء المتميز يُعد ثمرة للاستثمارات المتواصلة التي تنفذها الهيئة، بالشراكة مع مختلف الجهات الاستراتيجية العاملة في قطاع الطيران والنقل الجوي. ولفت إلى أن مطار الشارقة يمضي قدماً في تحقيق أهدافه الرامية إلى ترسيخ مكانته ضمن قائمة أفضل خمسة مطارات على مستوى المنطقة، من خلال تقديم تجربة سفر استثنائية تواكب أعلى المعايير العالمية من حيث الأمان والكفاءة والراحة.
وأوضح المدفع أن المشاريع التطويرية التي يشهدها المطار حالياً، وفي مقدّمتها مشروع التوسعة الشامل، ستُسهم بشكل كبير في رفع الطاقة الاستيعابية إلى 25 مليون مسافر سنوياً بحلول نهاية عام 2027، وهو ما يُعد تحوّلاً نوعياً في قدرات المطار المستقبلية. وأكد أن هذه الخطط تنسجم مع رؤية إمارة الشارقة كمركز متنامٍ للأعمال والسياحة والاستثمار، كما تعكس التزام الهيئة بتنفيذ مبادرات طموحة لتطوير البنية التحتية، وتعزيز الخدمات الذكية، وتبني أحدث تقنيات التشغيل المستدام.
وأضاف أن مطار الشارقة لا يكتفي بزيادة الأرقام، بل يركز على جودة الخدمة وتجربة المسافر الشاملة، من خلال ضمان سلاسة العمليات، وتقليل زمن الانتظار، وتعزيز إجراءات الأمن والسلامة، بما يعزّز من ثقة المسافرين وشركات الطيران العالمية والإقليمية على حد سواء. وأشار إلى أن التوسع المستمر في شبكة وجهات المطار، وتوقيع شراكات استراتيجية مع عدد متزايد من شركات الطيران، يسهم في تعزيز الربط الجوي للإمارة ويدعم جهود الهيئة في تقديم نموذج متكامل لسفر آمن ومستدام وفعال.
ويُشار إلى أن مطار الشارقة بات يرتبط اليوم بشبكة واسعة من الوجهات الإقليمية والعالمية، مما يجعله محوراً رئيسياً في حركة السفر من وإلى دولة الإمارات العربية المتحدة. كما أن النتائج التشغيلية المتحققة خلال النصف الأول من 2025 تعكس نجاح الخطط المتكاملة التي تنفذها الهيئة، ومتانة استراتيجياتها التي تستند إلى الابتكار، والكفاءة التشغيلية، واستشراف المستقبل، بما يعزز من مساهمة المطار في الاقتصاد الوطني، ويؤكد مكانة الشارقة كبوابة حيوية على الخارطة الجوية العالمية.
