newsUncategorizedالمؤتمرات والمعارض

افتتاح اعمال المؤتمر الدولي للتأريخ الشفوي “المفهوم والتجربة عربيًّا”

مسقط-سلطنة عمان

 بدأت الإثنين أعمال المؤتمر الدولي للتأريخ الشفوي “المفهوم والتجربة عربيًّا” الذي تنظّمه هيئةُ الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع مؤسسة وثيقة وطن بالجمهورية العربية السورية، بمشاركة نخبة من الباحثين والدارسين في مجال التوثيق من داخل سلطنة عُمان وخارجها ويستمر ثلاثة أيام.

وقال الدكتور حمد بن محمد الضوياني، رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، في كلمته إن الهيئة دأبت على التعريف بالجوانب الحضارية والتاريخية والثقافية والفكريةِ لسلطنة عُمان وتاريخها التليد الذي أنجزه العُماني على مر العصور وأضحى سجلاً حافلاً قائماً على تجربة إنسانية عُمانية امتدت إلى الأجيال الحاضرة التي يتوجب استمرارها من خلال بناء أجيال متعاقبة من أبناء عُمان يتسلحون بالعلم والمعرفة ومواكبة التقدم العلمي والحضاري.

وأضاف أن إدراك هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بأهمية الوثائق بكافة أنواعها تؤول في حفظ ذاكرة الوطن والدفاع عن حقوقه وإبراز إنتاج وإبداع المواطنين في ضمان استمرارية مؤسسات المجتمع، وتمكين أفراده من الوقوف والتعرف على كيانات ومقدرات الوطن من خلال ما تقدمه الوثائق من معلومات ومعارف متعددة حول الأنماط المعيشية والأوضاع الاجتماعية والإنجازات الاقتصادية والسياسية وغيرها.

وأكد أن الوثيقة الشفوية يعتمد عليها التأريخ الشفوي في كتابة التاريخ وهي مصدر من مصادر الذاكرة التي تحظى بمنزلة خاصة من بين مصادر المؤرخ، وزادت خصوصيته في الوقت الراهن لإسهامه في تفسير التاريخ المباشر بوصفه تريخًا عاشه المؤرخ ويجب أن يخضع إلى تقنين صارم في النقد التاريخي وإجراء الحوارات وتسجيلها وتدوينها وكتابتها في إطار استعمالها من قبل المؤرخين والباحثين.

وأشار إلى أنَّ الوثائق المكتوبة، ومع مرور الزمن، شكلت مصدرًا مهمًا وأصبح الاعتماد عليها أساسًا في كتابة التاريخ، وأضحت تشكل جدلاً قائمًا بين المؤرخين حول قيمة التأريخ الشفوي ومدى استيعابه لمنجزات البحث العلمي الدقيق وتراكماته، وبنظرة خاصة نجد أن المؤرخين في القرون الماضية اعتمدوا بشكل واسع على المادة الشفوية بل أن جزءًا من التراث العربي المدون في ميادين عديدة كان تراثًا شفويًا قوامه التداول والرواية الشفوية واعتد به مؤرخون كبار في البلاد الإسلامية.

وأوضحت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية العربية السورية أن المؤتمر الحالي يعكس تلاقي الطموحات في صياغة مبادرة عربية تشاركية تسهم في التأسيس لمقاربة عربية في التأريخ الشفوي تستجيب للاحتياجات المحلية وتحدياتها وتغتني بالانفتاح على التجارب العالمية والتفاعل معها تأثرًا وتأثيرًا.

ويناقش المؤتمر الذي يقام بفندق جراند ميلينيوم – الخوير العديد من الموضوعات والقضايا المتعلقة بالتأريخ الشفوي عبر ثلاثة محاور رئيسة، وهي: المحور النظري، ويناقش مفهوم التأريخ الشفوي عربيًّا، والمحور العلمي، ويتناول التجارب العربية الإقليمية والعالمية (المنهج والمنتج)، والمحور المستقبلي، ويتطرق إلى آفاق التجربة العربية في التأريخ الشفوي.

ويهدف المؤتمر إلى دراسة إشكالية وتحديات التأريخ الشفوي ضمن خصوصية المجتمعات العربية، وتعميق الوعي بأهمية الوثيقة الشفوية في الكتابة التاريخية العربية المعاصرة، والاطلاع على تجارب التأريخ الشفوي في العالم العربي، وبحث سبل التعاون وتفعيل العمل المشترك في المشاريع والدراسات المتخصصة، إضافة إلى إمكانيات استثمار منهجية التأريخ الشفوي ضمن المناهج الدراسية، وبحث سبل تطوير التجربة العربية في التأريخ الشفوي.

ويتضمن المؤتمر العديد من أوراق العمل والعروض المرئية والجلسات النقاشية المتخصصة التي تناقش التحديات والآفاق المستقبلية للتأريخ الشفوي، بمشاركة أكثر من ٢٥ متحدثًا من داخل سلطنة عُمان وخارجها. وشهد اليوم الأول من أعمال المؤتمر جلسة واحدة أدارها الدكتور طالب بن سيف الخضوري ونوقش خلالها المحور النظري الذي جاء بعنوان “مفهوم التأريخ الشفوي عربيًّا” من خلال خمس أوراق عمل، قدّم الورقة الأولى الدكتور مأمون وجيه أستاذ بكلية دار العلوم، بجامعة الفيوم في جمهورية مصر العربية عنوانها “التاريخ اللغوي بين الرواية الشفهية والتدوين”.

Total 0 Votes

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى