سوريا تقيم معرض للتعرف بالثقافة والتراث السوري في الصين
يحتضن متحف يقع في شرق الصين جولة جديدة من سلسلة جولات تنظمها المعارض الفنية الصينية والمديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا، وذلك بهدف التعريف بالتراث الثقافي السوري، والغوص في الحضارة السورية، والوقوف كذلك على عراقة العلاقات بين البلدين.
يجتذب متحف سور مدينة نانجينغ في مقاطعة جيانغسو بشرق الصين الزوار الصينيين والأجانب للاستمتاع بالتجول في معرض يضم مجموعة من الآثار الثقافية من سوريا والتعرف على الحضارة السورية عن كثب.
ويُسلط المعرض، الذي انتظم بداية من الثامن عشر من مايو الماضي ويستمر حتى الثامن عشر من أكتوبر المقبل، الضوء على الثقافة والحضارة السوريتين، ويعتبر جزءا من سلسلة جولات تنظمها المعارض الفنية الصينية والمديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا. وبدأت الجولة في عام 2021، احتفالا بالذكرى الخامسة والستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وكان المدير العام للمديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا، محمد نظير عوض، أكد أن القطع الأثرية السورية، التي تم عرضها في المعارض في معظم أنحاء الصين، توفر نافذة فريدة للاطلاع على التراث الثقافي الغني لسوريا، لافتا إلى أن المعرض لاقي نجاحا كبيرا ورواجا من قبل الزوار الصينيين.
وشدد عوض، في مقابلة مع وكالة الأنباء الصينية (شينخوا)، على أهمية عرض الآثار السورية في المعارض في الصين، مؤكدا أن مثل هذه الفعاليات تلعب دورا حاسما في عرض التراث السوري للعالم، خاصة في بلد مثل الصين الذي يستقطب عددا كبيرا من السياح الأجانب.
المعرض يُسلط الضوء على الثقافة والحضارة السوريتين ويعتبر جزءا من جولات تنظمها المعارض الفنية الصينية والمديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا
ويهدف وجود الآثار السورية في الصين إلى تعريف الجمهور العالمي بالثقافة السورية، وتعزيز العلاقات الثقافية مع الشعب الصيني، وتقوية الروابط بين البلدين من خلال التعلم والتعاون المتبادل، وفق عوض، متابعا “أردنا أن يبقى المعرض في الصين ليكون في متناول العديد من الزوار من جميع أنحاء العالم للتعرف على الحضارة السورية”.
وأشار إلى أنه كان هناك قرار بتمديد المعرض في الصين، قائلا إن القرار جاء بناء على المصداقية والإدارة الجيدة التي لوحظت خلال الحدث من حيث تنظيم المعرض، والتعامل مع جميع جوانب الحدث، وتقديم القطع الأثرية بطريقة أنيقة عبر استخدام التكنولوجيا.
وبيّن أن القطع التي أرسلت إلى المعرض في الصين هي قطع حقيقية تعود إلى حضارات مختلفة ومنها قطع فنية متعددة، منوها بأن القطع الأثرية التي أرسلت للصين للمشاركة بالمعرض تم اختيارها من الجانب الصيني بعناية.
وأوضح مدير متحف سور مدينة نانجينغ، جين ليان يوي، أن المتحف اتخذ إجراءات استعداد مكثفة للترحيب بوصول هذه الكنوز، بما في ذلك تخطيط طريق النقل وترتيب حالات عرض متنوعة لتوفير بيئة آمنة ومستقرة مع ظروف درجة حرارة ورطوبة مثالية لهذه الكنوز الأثرية.
ولفت جين إلى أن “الناس محظوظون لرؤية هذا التراث الثقافي الثمين”، مشيرا إلى حرص القائمين على المعرض على إيجاد الزوايا المثالية التي توفّر مشاهدة تفاصيل هذه الآثار من خلال اعتماد طرق عرض مختلفة مثل تحريك قواعد العرض ووضع المرايا.
ويعتبر شياو فا هوا، وهو أحد موظفي المتحف، أنه “مشروع معرض كبير ومُعقّد بالنظر إلى ما تتميز به الآثار من كميات كبيرة وأحجام مختلفة، حيث يبلغ ارتفاع أكبرها أكثر من متر واحد ويزن 679 كغ، بينما يبلغ طول أصغرها 1.7 سم ويزن بضعة غرامات”. ويرى عوض أن الصين “تعتبر وجهة سياحية شهيرة، ما يجعلها مكانا مثاليا لعرض الحضارة السورية أمام جمهور متنوع”، مشيرا إلى أنهم قرروا تمديد فترة المعرض.
وسيكون بإمكان زوار المعرض أيضا ملاحظة أوجه التشابه بين الثقافتين الصينية والسورية القديمتين، لاسيما في سعيهما المشترك لإظهار الحرفية الرائعة وتقديس الأجداد والتطلع إلى حياة أفضل، بحسب تشن كوان، نائب مدير متحف جياشينغ في مقاطعة تشجيانغ بشرق الصين، أحد المتاحف المُضيفة لجولة المعرض المذكور. و”يعد المعرض دليلا آخر على أن البلدين يشتركان في تبادلات ثقافية مزدهرة”، وفق ليو شين لو، عميد كلية الدراسات العربية بجامعة بكين للدراسات الأجنبية.
وكشف عوض أنه يجري التعاون للمشاركة في مؤتمر ينظمه متحف شنغهاي، مع التركيز على التراث غير المادي، وهذا يدل على توسع التعاون الثقافي بين سوريا والصين في مجالات مختلفة، بما في ذلك التراث وربما في الفنون الأخرى كالمسارح واستضافة الفرق الفنية