أفادت وزارة الثقافة والسياحة في بيان بأن المسافرين أنفقوا نحو 54 مليار يوان (7.5 مليار دولار) في 119 مليون رحلة داخل البلاد خلال فترة العطلة الأخيرة التي دامت ثلاثة أيام. وهذا يعادل نحو 453 يوان لكل رحلة، بزيادة قدرها 1.1% عن 2019.
وأوضح كل من “غودمان ساكس” و”سيتي غروب” أن هذه هي المرة الأولى التي يتجاوز فيها الإنفاق على كل رحلة مستويات ما قبل الجائحة.
بيانات السفر تدعم المؤشرات على أن تعافي معنويات الاستهلاك ربما يقدم بعض المساعدة الإضافية للاقتصاد، بعد ثلاثة أعوام من القواعد الصارمة الهادفة للحد من تفشي الوباء. قبل العطلة، أعلنت الصين عن بيانات توضح تجاوز نشاط المصانع للتوقعات في مارس، مما عزز التفاؤل بأن البلاد يمكنها تحقيق هدف النمو الطموح البالغ 5% تقريباً لهذا العام.
كتب محللو شركة “تشاينا غريت وول سيكيورتيز” (China Greatwall Securities)، بمن فيهم جيانغ فيي، في مذكرة يوم الاثنين، أن “هذا الأمر يظهر إطلاق العنان للإمكانات والاستعداد للإنفاق السياحي للأسر بالكامل. نتوقع ارتفاع الإنفاق على الخدمات كنسبة من إجمالي الاستهلاك بشكل أكبر هذا العام، مما يدفع استهلاك الأسر للانتعاش إلى حد ما”.
واجهت الأسهم الصينية المدرجة في هونغ كونغ اضطرابات يوم الاثنين، بعد انخفاض دام جلستين، وتراجع مؤشر”سي إس أي 300″ الصيني بنسبة 0.4% ليجري تداوله قرب أعلى مستوياته منذ منتصف مارس.
من المؤكد أن التعافي الكامل في إنفاق السياح الصينيين لم يتحقق بعد. وكتبت هوي شان، الاقتصادية في “غولدمان ساكس”، في مذكرة يوم الأحد، أن عدد الرحلات الداخلية خلال العطلة الأخيرة ارتفع بنسبة 11.5% مقارنة بـ2019، مقابل قفزة قدرها 19% خلال عطلة العام القمري الجديدة في فبراير.
وأوضحت شان أن هذا يدل على أن “القوة غير العادية” في الإنفاق خلال عطلة العام القمري الجديد كانت مدفوعة جزئياً بالطلب المكبوت على اللقاءات العائلية.
قالت وزارة السياحة في بيانها يوم السبت، إن السياح يفضلون الرحلات القصيرة إلى ضواحي المدينة والأماكن السياحية القريبة من منازلهم. وحاولت السلطات المحلية تحقيق استفادة قصوى من الفرص من خلال توفير وسائل نقل عام استثنائية، وتنظيم فعاليات مثل مهرجانات الطعام، وتمديد ساعات الزيارة في المناطق السياحية.
جاءت مدينة تيانشوي، الواقعة شمال غربي الصين والمعروفة بأطعمتها الشعبية، ضمن الوجهات السياحية الأكثر شعبية خلال مهرجان “تشينغمينغ” الأخير، والمعروف أيضاً باسم “يوم كنس المقابر”.
في الوقت نفسه، كثف السياح الصينيون رحلاتهم إلى الخارج خلال العطلة الأخيرة. حيث تشير الإدارة الوطنية للهجرة إلى قيامهم بـ2.42 مليون رحلة عابرة للحدود، بزيادة قدرها 102% عن 2023. جدير بالذكر أن عطلة العام الماضي كانت مدتها يوماً واحداً فقط.
وأوضحت أن الأجانب أجروا 500 ألف رحلة عابرة للحدود، بزيادة 163%. وكانت الصين تحاول جذب السياح الأجانب مؤخراً، حيث سمحت بدخول الدولة بدون تأشيرة للسياح القادمين من قائمة متزايدة من الدول، بجانب تسهيل الدفع الرقمي.
