news

التشاؤم يحاصر آفاق نمو السياحة الأردنية في 2024

عمّان – الأردن
ستبعد المسؤولون الأردنيون نموا في قطاع السياحة العام الحالي، بل يحاولون جاهدين الحفاظ على المستويات التي تم تسجليها العام الماضي مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ويعتبر البلد من مناطق الجذب السياحي في الشرق الأوسط على مدار العام، وتعد مدينة العقبة في الجنوب من أهم الوجهات، بالإضافة إلى البتراء ووادي رم والبحر الميت، الذي يشتهر بالسياحة العلاجية.

وإلى جانب ذلك تتمتع البلاد بالعديد من المعالم الأثرية والتاريخية في كل من جرش وعجلون والكرك، والتي تنافس العديد من المعالم في المنطقة العربية.

وفي ضوء تأثيرات الحرب في غزة، وحتى يتم تجنب تفاقم التداعيات، يحاول العاملون في القطاع البحث عن أسواق بديلة لتعويض الانخفاض الملموس للسياحة الأوروبية الوافدة.
وارتفعت إيرادات السياحة العام الماضي بنحو 27 في المئة إلى 7.4 مليار دولار مقارنة مع العام السابق، وبلغ عدد السياح نحو 6.3 مليون زائر، وفق الإحصائيات الرسمية.

وقال عبدالرزاق عربيات رئيس هيئة تنشيط السياحة، المؤسسة الحكومية المسؤولة عن الترويج للبلاد سياحيا، إن “الحرب على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي أثرت على أعداد المجموعات السياحية القادمة إلى المملكة وخاصة الأوروبية منها”.

وبين عربيات في تصريحات لرويترز الاثنين أن العدد الكلي للسياح القادمين تراجع بنحو 6 في المئة خلال الشهرين الأولين من هذا العام على أساس سنوي. وأكد أنه لا يتوقع نموا في أعداد السياح ولكن “على الأقل نحاول أن نحافظ على إنجاز السنة الماضية”.
وأشار إلى أن نسبة التراجع منذ بداية 2024 “كانت قليلة نوعا ما” لأن السوق العربية وتحديدا الخليجية ومناطق فلسطينيي الداخل، بالإضافة إلى أسواق جديدة بدأت تأتي إلى الأردن من آسيا عوضت انخفاض السياح الأجانب.

وقال:” بالتأكيد أثرت الحرب على غزة خصوصا الطيران منخفض التكاليف، والذي توقف معظمه في مدينة العقبة” بسبب الأوضاع الأمنية باستثناء شركة واحدة برحلتين أسبوعيا من أبوظبي.

أما في العاصمة عمّان فأوضح عربيات أن عدد رحلات الشركات منخفضة التكاليف انخفض أيضا بسبب الأوضاع السياسية ولكن “نتوقع أن تعود إلى العمل في الموسم الشتوي، وهناك ثلاثة خطوط باقية وهي مدريد وبروكسل وميلان من شركة رايان أير”.

وحول الخطط المستقبلية للعام الحالي قال عربيات:” نحن نخطط العام الحالي لتنويع الأسواق المستهدفة لاستقطاب السياح وخاصة في قطاعات السياحة الطبية والعلاجية من السوق العربية وفتح أسواق جديدة”.

وأضاف:” دعيني اسمّها تنويعا للمحفظة الاستثمارية السياحية هذا العام وخاصة خلال النصف الثاني من 2024″.
وتحاول هيئة تنشيط السياحة التوسع في أسواق أخرى في أفريقيا مثل إثيوبيا ورواندا وكينيا، ومن المتوقع أن يشهد البلد إقبالا مرتفعا جدا من هذه الأسواق مع التخطيط للتعاون مع الطيران الإثيوبي لتسيير برامج سياحية للأردن.

وقال عربيات:” نخطط للتوسع في أسواق أخرى مثل الصين وماليزيا وإندونيسيا وباكستان، بالإضافة إلى كوريا الجنوبية، وأخيرا كان فريق من الهيئة موجودا في روسيا وسنرى قريبا طائرات الملكية الأردنية تعود للطيران إلى موسكو”.

وأوضح أنه سيكون هناك برنامج وحوافز لاستقطاب سياحة المؤتمرات في الأردن، مشيرا إلى أن ألمانيا وقعت نحو ست اتفاقيات لطيران عارض مع عدة دول أوروبية للقدوم إلى العقبة وعمّان وهذا سيكون بدءا من شهر مايو المقبل حتى نهاية العام.

وتعد صناعة السياحة، التي تسهم بعشرة في المئة من النمو، إحدى الأدوات المهمة لتنشيط عجلة الاقتصاد، وتتمتع بإمكانيات كبيرة ومقومات فريدة ومتعددة ومنسجمة مع التوجهات المعتادة للزوار، بما في ذلك منتجعات تضم العشرات من الفنادق التي تأثرت بالحرب.
وقال حسين هلالات نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الفنادق الأردنية لرويترز إن:” التأثير الذي حصل لقطاع الفنادق كبير جدا منذ السابع من أكتوبر 2023 حتى الآن”.

وبحسب بيانات وزارة السياحة بلغ عدد الفنادق العاملة في البلاد 638 فندقا في العام الماضي، وهي تضم أكثر من 30.6 ألف غرفة.
وبين هلالات أن:” العمل لدى القطاع الفندقي موسمي وللأسف مع الحرب على غزة وصلت نسبة الإشغال في فنادق البتراء وعمان والبحر الميت إلى نحو صفر في المئة”.

وأضاف:” على الحكومة مساعدة قطاع الفنادق لكي يبقى واقفا على قدميه، وتخفيف التكاليف عن المستثمرين في هذا القطاع، خاصة أنهم وصلوا إلى مرحلة صاروا فيها غير قادرين على دفع الرواتب للموظفين”.

وتشير بيانات حكومية إلى أن عدد العاملين في القطاع السياحي بالأردن في العام الماضي كان يقدر بنحو 55 ألف شخص.

وقال هلالات:” توقعاتي للعام الحالي هي أنه في حال لم تنته الحرب على غزة لن تعود شركات الطيران إلى رحلاتها للمنطقة كما كانت قبل الحرب، حتى الطيران منخفض التكاليف، وبالتالي توقعات العام الحالي صعبة جدا”.

Total 0 Votes

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى