إنعقاد «القمة العالمية لأثر المجتمعات السمراء» في دبي نوفمبر القادم

دبي، الإمارات العربية المتحدة
يقدم التراث الثقافي إطلالة على قصص المجتمعات وتقاليدها وهويتها ونسيجها الغني، وقد برز كقوة دفع بالنمو الاقتصادي والفخر المجتمعي، مشكلاً حافزاً للمجتمعات للاحتفاء بتنوعه والعمل على تعزيزه والاستثمار فيه.
وقد وعت دبي أهمية ذلك ووظفته بشكل خلاق، وهو ما يتجسد بشفافية مع فعالية «القمة العالمية لأثر المجتمعات السمراء»، التي تنظمها منظمات غير حكومية والمقرر عقدها في دبي من 30 نوفمبر حتى مطلع ديسمبر المقبلين، غاية الاحتفاء بإنجازات وتميز ذوي البشرة السمراء في المجالات الثقافية الابداعية، إذ تسلط القمة الضوء على قدرة التراث في الدفع بالتنمية والاحتفاء بالتنوع وتوفير الرخاء، وتكشف عن الجواهر الخفية التي تسهم في المشهد العالمي الثقافي المزدهر القمة، وفق ما أفاد موقع «ترافيل ديلي نيوز» الأمريكي، والذي أشار إلى الدور المحوري الذي تلعبه هذه القمة كمنصة في تعزيز صناعة السياحة الثقافية وتعزيز الثقافة وتنوعها.
السياحة الثقافية
أصبحت السياحة الثقافية، وفق الموقع، حجر الزاوية في التنمية الاقتصادية مجتذبة الزوار لاستكشاف قصص الماضي، فيما مواقع التراث والمهرجانات والتقاليد على مستوى العالم باتت تلعب دوراً محورياً ليس فقط في خلق فرص اقتصادية بل في الاحتفاء بالسمات التي تصنع المجموعات الثقافية، حيث تجذب مناسبات مثل كاريبانا في تورنتو، والكرنفال في ترينيداد وتوباغو جماهير من العالم، مما يغني الاقتصاديات المحلية بعائدات سياحية، ويعرض بحيوية الثقافات السمراء.
وفي جانب متصل، أفاد الموقع أن السياحة الثقافية مهدت الطريق للاطلاع على الروايات والتقاليد والتراث بتركيز على الفهم والتقدير. فتم تصنيف معالم ثقافية مختلفة على أنها مواقع تراثية، مثل آثار زيمبابواي الكبرى، ومدينة الحصن فاسيل غبي في أثيوبيا، وأسرار سوهو للتاريخ الأسود في المملكة المتحدة ومدينة زنجبار الحجرية وحي تريم في نيو اورليانز وغيرها الكثير.
صناعات إبداعية
وهذا الأمر يضاف إلى مساهمة الفنانين والموسيقيين والكتاب وصانعي الأفلام، من أصحاب البشرة السمراء في الصناعات الإبداعية، حيث أثرت الإيقاعات الأفريقية للفنان النيجيري فيلا كوتي على الموسيقى العالمية، في حين تركت أعمال تشينوا أتشيبي وتشيماماندا نغوزي أديتشي بصمة لا تمحى على الأدب.
ومن نغمات لويس ارمسترونغ في الجاز إلى النثر المقنع للروائية توني موريسون، يرى الموقع أن المبدعين أولئك تركوا بصمة نوعية على الفن والأدب والموسيقى مع تعزيز الثقافة وتأثيرها عبر الفنون.
ويتردد صدى هذا التأثير إلى يومنا هذا حيث يواصل فنانون معاصرون تشكيل وإعادة تعريف الصناعات مع تحقيق عوائد اقتصادية كبيرة، ويشهد النجاح العالمي الذي حققه الفن الأفريقي المستقبلي وثقافة الهيب هوب، على الديناميكية الاقتصادية للإبداع المتجذرة في التراث الثقافي.
توحيد المجتمع
وأوضح الموقع أن التراث الثقافي للمجتمعات السمراء في أنحاء العالم أثبت أنه ينبوع لوحدة المجتمع وينتج مبادرات من شأنها الارتقاء بالأفراد والأحياء، حيث يحافظ الحرفيون في هايتي على تقاليد الفودو الغنية من خلال إنشاء أعمال فنية وحرف معقدة لا تحافظ على التراث فحسب، بل تدر الدخل أيضاً، فيما تحتفل مبادرات مثل «مهرجان الافرو- لاتيني» في كولومبيا بالثقافة المنحدرة من أصل أفريقي وتعزز النمو الاقتصادي، مشيراً إلى أن هذه المساعي توضح كيف يمكن للتراث الثقافي أن يكون بمثابة قوة دافعة وراء التماسك الاجتماعي والمرونة الاقتصادية وتقرير المصير.