منتدى قطر يناقش التحول الطاقوي والسياحة الخليجية والاستثمارات الأجنبية
تنوعت القضايا التي طُرحت في جلسات اليوم الثاني، في منتدى قطر الاقتصادي، بين التحول الطاقوي، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وخلق اقتصادات تنافسية، إلى الرياضة والإعلام والترفيه في العالم العربي، ومستقبل السياحة في دول التعاون الخليجي.
وخلال جلسة حوارية خاصة، قال الرئيس المنتخب وزير الدفاع الإندونيسي، الجنرال برابوو سوبيانتو إن بلاده تسعى لتحقيق نسبة نمو اقتصادي يصل إلى 8% خلال الأعوام القليلة المقبلة، في ضوء الإمكانات التي تتمتع بها بلاده والخطط التي يعتزم تطبيقها خلال ولايته الرئاسية التي تمتد إلى خمس سنوات.
وأوضح أن ما سيحقق النموالاقتصادي المنشود في إندونيسيا في السنوات الأولى هو التركيز على الزراعة، والإنتاج الغذائي، والتحول إلى الوقود الحيوي، لافتاً إلى خطة للتحول إلى الطاقة الخضراء بطريقة سليمة مع العزم على إنتاج الوقود من زيت النخيل.
وأفاد الرئيس الإندونيسي المنتخب بأنّ بلاده تنفق ما يزيد على عشرين مليار دولار سنوياً لاستيراد الوقود، وأنّ عجز الموازنة عند مستوى 3% حالياً، وشدد على الجرأة في إطار الحوكمة الرشيدة.
وأوضح أن الحوكمة المطلوبة في هذا السياق تتعلق بالحد من الهدر وتحسين النفقات للأنشطة غير الأساسية، والفاعلية والإدارة الجيدة، واعتماد الرقمنة والحوكمة الإلكترونية في مشتريات الحكومة الذي سيعزز الموازنة ويرفع معدلات العائد من الخدمات والضرائب.
أما في جلسة “المرحلة التالية من التحول إلى طاقة منخفضة الكربون”، فأكد وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري، والرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة، سعد بن شريده الكعبي، أن مشاريع توسعة الغاز الطبيعي المسال في بلاده تسير حسب الخطة نحو زيادة طاقة الدولة الإنتاجية إلى 142 مليون طن سنوياً.
وقال إنه “بإضافة 18 مليون طن سنوياً من مشروعنا للغاز الطبيعي المسال في ولاية تكساس الأميركية، ستضاعف قطر طاقتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال خلال السنوات القليلة المقبلة”. وانتقد الكعبي تشكيك بعض وسائل الإعلام العام الماضي بجدوى مشاريع توسعة قطر الطموحة وتقارير أفادت بأنها ستواجه صعوبة في بيع الغاز الطبيعي المسال، وقال: “يمكنني اليوم أن أبلغكم أنه منذ ذلك التاريخ، قمنا بتوقيع اتفاقيات طويلة الأمد لبيع 25 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال؛ ويمكنني أن أخبركم أيضاً، من على هذه المنصة، أننا سنوقع المزيد من هذه الاتفاقيات هذا العام.”
وفي معرض حديثه عن التحول إلى طاقة منخفضة الكربون، قال الكعبي: “كانت هناك وعود كثيرة أطلقها سياسيون لا يفهمون تفاصيل كيفية تحقيق هذا التحول. وقد تمّ الدفع بمثل هذه الوعود لدرجة أنه أصبح رائجاً كالموضة، إذا صحّ التعبير، أن يقول الجميع: ‘صافي صفري، بيئي، وأخضر‘، وهو ما قاد إلى انتخابهم. ولكن الآن، وبعد أن أتضحت جلية الأمر بعد خمس أو ست سنوات، بدأوا يقولون إنهم لا يستطيعون تحقيق ما وعدوا به. المشكلة هي أن الأهداف كانت أكبر وأبعد مما يمكن تحقيقه”.
أما الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجيز الفرنسية، باتريك بويانيه، فأكد حاجة العالم اليوم إلى المزيد من الاستثمارات في مجال الطاقة، على الرغم من أنه في مرحلة انتقالية نحو الطاقة النظيفة، مشدداً على الدور الذي يلعبه الغاز الطبيعي المُسال في مرحلة الانتقال، وعلى ضرورة التحلي بالواقعية في مسار الانتقال الطاقي، مشيراً إلى أن الطلب على الهيدروكربون قد ارتفع العام الماضي.
ولفت إلى أهمية خفض تكاليف استخراج الطاقة، مشيراً إلى الفارق الكبير بين أوروبا والولايات المتحدة في هذا الخصوص.
ونبّه إلى أن أوروبا تواجه نقصاً في الطاقة، وتعتمد على الاستيراد، بينما في أميركا يتوافر النفط والغاز. ورأى أن التحول للطاقة المتجددة يجب أن يكون تدريجياً، وفقاً لـ”بلومبيرغ”.
واعتبر الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل، دارين وودز، أن العرض والطلب في مجال الطاقة مرتبط بالنمو الاقتصادي، مؤكداً الدور الذي يلعبه الغاز في عملية الانتقال الطاقي.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية، في تقرير شهر مايو/ أيار الجاري، نمو الطلب العالمي على النفط بنحو 1.1 مليون برميل يومياً خلال 2024، وهي تقديرات أقلّ بنحو 140 ألف برميل يومياً عن تقرير الشهر الماضي، وسط تباطؤ اقتصادي وطقس معتدل في أوروبا. وبالنسبة إلى توقعات الطلب العالمي على النفط في 2025، ترجّح الوكالة نموّ الاستهلاك بنحو 1.2 مليون برميل يومياً. وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية، بدر محمد المير، إنّ حجم الطلب والسفر بـ”القطرية” مرتفع رغم انخفاضه في العديد من الشركات العالمية الأخرى، ما يعكس تفضيل المسافرين للناقل الوطني والسفر رغم التوترات الجيوسياسية.
وكشف عن ارتفاع حجم الطلب بالسفر على “القطرية” منذ بداية عام 2024 وحتى أمس الثلاثاء بنحو 27%.
وأكد رئيس جهاز قطر للسياحة، سعد بن علي الخرجي، أن بلاده تحاول تخفيف القيود على قطاع الضيافة، بهدف الاستفادة من ازدهار السياحة الذي شهدته البلاد منذ استضافتها كأس العالم لكرة القدم في 2022.
وقال: “نحن نبني على نجاحات تنظيم الكأس العالم، ونحاول إعادة النظر في التشريعات والقوانين من أجل تمكن القطاع الخاص من النمو في مجال السياحة”، واعتبر أن منطقة الخليج تتطور بسرعة في مجال السياحة، لافتاً إلى أن الطلب مرتفع، وثمة ارتباط كبير، وخصوصاً في مجال النقل الجوي.
وقال وزير السياحة السعودي، أحمد الخطيب، في الجلسة عينها، إن حصة دول مجلس التعاون الخليجي من سوق السفر والسياحة العالمية تبلغ نحو 7.5%، لافتاً إلى أن الحصة العادلة يجب أن تكون 10%.
وفي تصريح لـ”العربي الجديد”، عبرّ رئيس مكتب الاستثمار التابع لرئاسة الجمهورية التركية، أحمد بوراك داغلي أوغلو، عن أهمية حضور منتدى قطر الاقتصادي، الحدث الكبير في المنطقة، الذي يضم فعاليات ليست محلية فحسب، بل إقليمية ودولية مرموقة، إلى جانب المستثمرين والقطاع الخاص.
وأشار إلى أن الوفد التركي يضم وزير المالية محمد شيمشك، ومحافظ البنك المركزي فاتح كاراهان، ومدير مكتب الاستثمار في الرئاسة. وأضاف: هدفنا تمكين المستثمرين من تلبية المؤشرات بين القطاعين، العام والخاص، ومتابعة التطورات الاقتصادية على الساحة العالمية.
واعتبر الرئيس التنفيذي لبنك ستاندرد تشارترد قطر، مهند مكحل، منتدى قطر الاقتصادي، أحد الأحداث العالمية المهمة التي تُرسِّخ مكانة قطر على خريطة الأحداث الدولية، ويُعدّ أحد أهم التجمعات لرؤساء الشركات ورؤساء الحكومات ورواد الفكر على مستوى العالم، وأكثرها تميزًا على مستوى المنطقة.
وعن توقعاته لنموّ الاقتصاد القطري في العام الجاري، قال مكحل لـ”العربي الجديد” إنه وفقاً لأحدث التقارير الصادرة عن البنك، سيرتفع النمو في قطر فوق المتوقع عند بدء تشغيل توسعة القدرة المخطط لها لمشروع الغاز الطبيعي المسال في عام 2025. ويتوقع التقرير “هدوءًا قبل طفرة الغاز الموسعة” ويتنبأ في العام القادم بتغيّر وتيرة التباطؤ في النمو الذي أعقب بطولة كأس العالم.
ومن المرجَّح أن يدعم استثمار الدولة في توسعة القدرة الغازية التي جرت زيادتها أخيرًا نشاط القطاع الخاص، إذ يلاحظ التقرير أن نمو الائتمان في القطاع الخاص بلغ نحو 6% على أساس سنوي في يناير/ كانون الثاني، متجاوزًا نمو الناتج المحلي الإجمالي، الذي انخفض إلى 1.0% على أساس سنوي في الربع الثاني من عام 2023 مقارنة بـ8% في الربع الرابع من عام 2022.