مصر تعزز موقعها في السياحة الصحراوية بـ20 ألف زائر خلال النصف الأول من 2025

في إطار توجهها نحو تنويع المنتجات السياحية وتقديم تجارب غير تقليدية، كشفت وزارة السياحة والآثار المصرية عن توسّع كبير في برامج السياحة الصحراوية، التي باتت واحدة من أكثر الأنماط جذباً للزوار من مختلف الجنسيات، خصوصاً في ظل الطلب المتزايد على السياحة البيئية والمغامرات في الطبيعة البكر.
وقالت سامية سامي، مساعد وزير السياحة والآثار لشؤون شركات السياحة، إن الوزارة قامت بإدراج عدد من المواقع الصحراوية الجديدة ضمن البرامج السياحية المعتمدة، من أبرزها كهف الجارة، أحد المعالم الطبيعية الفريدة في الصحراء الغربية، وواحة أم الصغير، المعروفة بصفائها ونقائها البيئي. كما أعادت الوزارة تشغيل رحلات اليوم الواحد إلى واحة سيوة، بعد توقف مؤقت، بالإضافة إلى تضمين مناطق مجاورة مثل تبغيغ والعرج وبئر واحد ضمن مسارات الرحلات، خاصة مع ارتفاع الطلب من السائحين القادمين من الساحل الشمالي عبر رحلات الطيران العارض (الشارتر).
وفي إطار هذا التوسع، أطلقت الوزارة مجموعة من الأنشطة الصحراوية الجديدة التي تلائم طبيعة الزوار الباحثين عن المغامرة والانخراط في التجارب الأصيلة. ومن بين هذه الأنشطة رحلات المشي بالجمال التي توفر تواصلاً مباشراً مع البيئة الصحراوية، ونشاط الباراموتور (Paramotor) الذي يُنفذ للمرة الأولى في الصحراء البيضاء، ويمنح المشاركين تجربة تحليق فريدة فوق الكثبان والتكوينات الجيولوجية النادرة. كما تشمل التجارب مراقبة الطيور الصحراوية، وتنظيم رحلات للجري والمشي لمسافات طويلة وسط مناظر طبيعية تأسر الأنظار.
وبحسب البيانات الرسمية الصادرة عن الوزارة، فقد نظمت نحو 80 شركة سياحية ما يزيد عن 300 رحلة صحراوية خلال النصف الأول من عام 2025، استقطبت ما يقارب 20 ألف سائح، في مؤشر قوي على تنامي الإقبال على هذا النوع من السياحة.
وأكدت سامية سامي أن الوزارة لا تتعامل مع السياحة الصحراوية كمنتج موسمي أو هامشي، بل كرافد مهم ومتكامل للقطاع، مشيرةً إلى أن هناك جهوداً مستمرة لضمان جودة الخدمات المقدمة في هذه الرحلات، مع التنسيق الدائم مع الجهات المعنية لضمان أعلى معايير الأمان والسلامة للزوار. كما أوضحت أن الوزارة بصدد دراسة كافة طلبات الشركات السياحية المهتمة بتنظيم هذا النمط من البرامج، مع العمل على تذليل التحديات اللوجستية والتنظيمية، بما يسهم في تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية في هذا القطاع الحيوي.
ويأتي هذا الاهتمام بالسياحة الصحراوية في ظل الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها مصر، من حيث تنوع المناظر الطبيعية الصحراوية، وثراء الحياة البيئية، والتاريخ العميق للمواقع الموجودة في عمق الصحراء، ما يجعلها وجهة متفردة على خارطة السياحة العالمية. وتُعد مصر من الدول القليلة التي تجمع بين شواطئ ساحرة وآثار تاريخية عريقة وصحارى آسرة يمكن استثمارها في سياحة المغامرات والاستشفاء البيئي.
وتسعى وزارة السياحة والآثار إلى ترسيخ مكانة مصر كوجهة عالمية للسياحة الصحراوية، عبر توفير تجارب متكاملة تدمج ما بين الطبيعة والثقافة، مع مواكبة التوجهات السياحية الحديثة التي يُقبل فيها الزوار على الوجهات الهادئة والمستدامة، بعيداً عن أنماط السفر التقليدية.
وبهذا التوجه، تؤكد مصر من جديد قدرتها على المنافسة بقوة في سوق السياحة العالمية من خلال الاستثمار الذكي في مواردها الطبيعية غير المستغلة وتقديم تجربة سياحية مختلفة تلامس شغف عشاق المغامرة والبيئة.