newsالشركات الناشئةعمليات الاندماج والاستحواذمنظمو الرحلات

مشروع بـ 6 مليارات دولار يطمح لجعل البلاد محور عبور عالمي بين ثلاث قارات

إثيوبيا تسابق الزمن لبناء أضخم مطار إفريقي وتحافظ على استقرار قيادتها وسط تحديات تشغيلية

في مشهد يعكس طموحًا غير مسبوق للتحول إلى مركز محوري للطيران العالمي، وضعت إثيوبيا حجر الأساس لمشروع بناء أضخم مطار في القارة الإفريقية، مانحة العقد الهندسي في أغسطس 2024 لشركة “دار الهندسة” اللبنانية بعد منافسة شرسة ضمت 16 شركة دولية، بينها شركات إماراتية ذات خبرة في تطوير البنية التحتية لقطاع الطيران الإثيوبي. ووفق التصاميم الأولية، تبلغ تكلفة المرحلة الأولى من المشروع 6 مليارات دولار، مع خطط توسع تجعل منه مركزًا جويًا يربط إفريقيا بآسيا وأوروبا، ما يفتح آفاقًا واسعة أمام حركة المسافرين والشحن الجوي، ويخلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، فضلًا عن تحفيز قطاعات الخدمات والسياحة واللوجستيات، وزيادة مساهمة قطاع الطيران في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد على المدى الطويل.

وفي موازاة هذا الحراك العمراني الطموح، تمضي الخطوط الجوية الإثيوبية في الحفاظ على استقرار قيادتها، إذ أعلن الرئيس التنفيذي مسفين طاسيو تمديد فترة عمله حتى السنة المالية 2025/2026، استجابة لطلب رسمي من الحكومة، على الرغم من أن موعد تقاعده كان محددًا قبل عامين. وجاء القرار متزامنًا مع إعلان الشركة زيادة رواتب موظفيها بنسبة 50%، في خطوة وُصفت بأنها رسالة واضحة للكوادر بأن الشركة مصممة على الاحتفاظ بخبراتها رغم التحديات التشغيلية المتصاعدة، وعلى رأسها النقص الحاد في قطع الغيار.

ورغم هذه التحديات، واصلت الشركة تحطيم أرقامها القياسية، إذ حققت خلال السنة المالية 2024/2025 إيرادات بلغت 7.6 مليار دولار، بزيادة قدرها 8% عن العام السابق. لكن أزمة سلاسل التوريد العالمية لا تزال تلقي بظلالها الثقيلة، حيث توقفت طائرات بومباردييه Q400 عن الخدمة بسبب تأخر توريد قطع الغيار من شركة “برات آند ويتني”، كما واجهت الشركة صعوبات في الحصول على مكونات أساسية لمحركات طائرات بوينج 787 دريملاينر من شركة “رولز رويس”، ما دفعها إلى إعادة توزيع أسطولها وتحويل طائرتين من طراز بوينج 737 من الخطوط الدولية لتغطية الرحلات المحلية.

وفي خضم هذا المشهد، يترقب القطاع قرار تسمية خليفة طاسيو، إذ لم تُعلن الشركة رسميًا عن هوية الرئيس التنفيذي المقبل، لكن مصادر داخلية تشير إلى أن ليما ياديتشا، الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية، يُعد المرشح الأوفر حظًا لقيادة الشركة. ويحمل ياديتشا سيرة مهنية تمتد منذ عام 1999، متنقلًا بين مواقع استراتيجية في التسويق وإدارة الإيرادات والخدمات الدولية، إلى جانب خبراته في إدارة مكاتب الشركة في بوركينا فاسو وماليزيا وفرنسا. وهو خريج جامعة أديس أبابا في الهندسة المدنية، وحاصل على ماجستير في الهندسة الجيوتقنية، إضافة إلى ماجستير في الاتصال التسويقي المتكامل من جامعة مسيسيبي الأمريكية، ما يجمع بين الصرامة الهندسية والفهم العميق لاستراتيجيات السوق.

وبينما تتسارع أعمال البناء في المطار الجديد وتستمر الشركة في مواجهة تعقيدات التوريد العالمية، تبدو إثيوبيا مصممة على الإمساك بزمام المبادرة، واضعة نصب أعينها هدف التحول إلى لاعب محوري في حركة الطيران العالمية، وجعل سماء أديس أبابا نقطة التقاء تربط القارات الثلاث في عصر جديد من الانفتاح والتواصل.

Total 0 Votes

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى