مؤسسة بيت الزبير تعلن عن بدء فعالياتها تحت عنوان “الرواية والسلطة”
تبدأ غدًا فعاليات أيام مؤسسة بيت الزبير للسرد في نسختها الأولى تحت عنوان “الرواية والسلطة” بهدف التأكيد على الأهمية التي يشكلها جنس الرواية في خريطة آداب العالم، بما يستجيب مع المتغيرات الاجتماعية والتاريخية والثقافية والسياسية والاقتصادية التي جعلت من الفن الروائي معبّرا عن كل ذلك وتستمر 4 أيام في منتجع بر الجصة.
وسيناقش المشاركون خلال هذه الأيام أشكال السلطة المتعددة المتمثلة في السلطة الاجتماعية وتأثيرها على الجنس الروائي، والسلطة التاريخية وقدرة الكاتب على التعامل مع إكراهاتها الماضوية، فضلًا عن سلطة الراهن وسلطة المكان والزمان، وسلطة الحقيقة والمتخيل وما يقرب بينهما من جسور في فن كتابي تخييلي بالأساس؛ لا يأخذ من الواقع إلا بما يمنحه أفق مفارقته.
وتتضمّن محاور الجلسات الحوارية التطرق إلى ثلاث سلطات خارجية مهمة تمارس ضغطها على الرواية، وهي: سلطة القارئ، وسلطة السوق التي تحكم سياسات النشر، وتحدد ما يطلبه القراء من الكتابة فتدفعه إلى الواجهة، محددة شكلا آخر للسلطة متمثلا في سلطة الناشر، وسلطة الجوائز الأدبية ودورها في توجيه القراء، وأخيرًا سلطة المترجم الذي يشكل جسرًا نحو الآخر، وتصبح اختياراته النافذة فيما يترجمه من آداب الآخرين سلطة أخرى لا حيلة للقارئ، محدود المعرفة باللغات الأخرى، سوى الرضوخ لها.
وستشهد أيام بيت الزبير على مدى أربعة أيام جلسات حوارية تستهلها بجلسة عن المنجز مع الفائزتين بجائزة مان بوكر الدولية الروائية العُمانية جوخة الحارثي، والروائية الهندية جيتنجالي شيري، وتحاورهما الكاتبة والمترجمة العُمانية أزهار أحمد.
وتأتي أيام بيت الزبير للسرد ضمن الفعاليات التي ينظمها بهدف تعزيز العامل الثقافي في التنمية والرقي بالأفراد والشعوب، وضرورة بذل الجهود واستدامتها بما يخدم القطاع الثقافي لينهض بالمجتمع الفكري والأدبي، إضافة إلى إيمانه بالمكانة التي تبوأها الروائي العُماني في المشهد الأدبي عربيًّا وعالميًّا، وحيازته على أرفع الجوائز العالمية والإقليمية، ليجعل من هذه الأيام سانحة حقيقية تجتمع فيها الأسماء الروائية البارزة في الوطن العربي؛ لتبادل الآراء وطرح قضايا الكتابة وأسئلتها الكبرى، بما يضيء مآلات هذا الفن ويعيد اكتشاف إمكانياته الخلاقة.
كما تهدف أيام بيت الزبير للسرد إلى إيجاد مناخ تفاعلي بين الروائيين من مختلف أنحاء العالم وتبادل التجارب والرؤى المتصلة بفن الرواية، وتدارس قضايا الفن الروائي من طرف كتّابه أنفسهم، والاستماع إلى تجاربهم الشخصية في الكتابة والإبداع، إضافة لتناول إشكاليات التلقي واختلاف مؤثراتها باختلاف الزمن والذائقة والتجربة، وإشكاليات الجوائز الأدبية وتأثيرها على الكاتب والحالة الإبداعية عامة، وغيرها من المواضيع المتعلقة بالسرد.