إذا كنت في زيارة سياحية لألمانيا فإبتعد عن المسابح العنصرية

خلال الصيف الحالي، تزايد عدد مرتادي مسابح الهواء الطلق في برلين، ومع تلك الزيادة بات المشهد مقلقاً للسلطات السياسية والشرطية، فحسب الأوصاف الرسمية “هناك حالة عنف واعتداءات ومضايقات وإرهاب نفسي، خصوصاً ضد الأقليات”، وتتحدث وزيرة الداخلية، نانسي فيسر، عن خطط لنشر الشرطة، فيما يدور السجال حول اتهام “شبان غير منضبطين” بأنهم يفتعلون المشاكل، ما اعتبره المنتمون إلى اليسار “سجالاً يأخذ طابعاً عنصرياً”.
وقالت صحيفة “تسايت” إن مسبح “كولومبيا المكشوف” شهد جولات من العراك الجماعي العنيف، ما اضطر الشرطة إلى إرسال تعزيزات أمنية بعد أن فقدت شركة حراسات خاصة السيطرة على الأوضاع في المسبح. وأظهرت مقاطع فيديو متداولة اكتظاظاً كبيراً وعراكاً جماعياً في المسبح، وتتحدث السلطات عن وقائع “اعتداء جنسي، ومعارك جماعية، وتنمر”.
ويقع المسبح المذكور بالقرب من منطقة “نيوكولن”، والتي تضم شارع “سونن آلي”، والمعروف بأنه يضم العديد من المتاجر والمطاعم التي يملكها أشخاص من أصول مهاجرة، من بينهم مهاجرون عرب.
ومؤخراً، أعلنت إدارة المسبح إغلاقه لمدة أسبوع، بعد طلب العديد من الموظفين إجازة مرضية على إثر الشجار والمضايقات التي وقعت، وكشفت شرطة برلين أنها ستقيم مراكز متنقلة لها قرب المسابح المكشوفة، بعد أن أصبح الشغب وحوادث العنف “عبئاً ثقيلاً”.
وجاء الحادث الجديد في نيوكولن بعد واقعة مشابهة في مسبح حي “بانكوف” المكشوف في يونيو/ حزيران الماضي، وتعترف مسابح العاصمة الألمانية بأن نفقات الحراسات الأمنية الخاصة باتت مرهقة، ووجهت هذا الصيف نداء للسلطات بشأن التحديات التي تواجهها، ومن بينها “تزايد التهجم اللفظي والشتائم”، ومضايقة المتحولين جنسياً على وجه الخصوص، ويصف الموظفون حجم المشكلات بأنه تعبير عن “الإرهاب النفسي المتعمد”.
وقبل أسبوع، كشف عمدة برلين، كاي فايغنر، عن خطة لإنهاء الاضطرابات في المسابح المكشوفة، ومن بين ما يريد العمدة تطبيقه، حسبما جاء في تصريحاته لمحطة “زد دي أف” التلفزيونية، أن يقوم موظفو الاستقبال والأمن بغربلة مرتادي المسابح، والذين بات عليهم إبراز الهوية، وتسجيل أسمائهم للتأكد من أن من يدانون في شجارات لن يكون بإمكانهم ارتياد حمامات السباحة المكشوفة مجدداً. في حين يعد تسجيل الأسماء قضية سجالية يثيرها الرافضون لفرض مزيد من المراقبة على حياتهم.