سبايس إكس تراهن على عاشر اختبار لصاروخها العملاق لإنجاح مشروع استعمار الكواكب …… رحلة جديدة لـ”ستارشيب”.. إيلون ماسك يقترب من حلم المريخ وسط تحديات متكررة

مرة أخرى، تعود شركة “سبايس إكس” المملوكة لرائد الأعمال الأمريكي إيلون ماسك إلى الواجهة مع إطلاق جديد لصاروخها العملاق “ستارشيب”، المصمم ليكون أداة الإنسان في الوصول إلى القمر والمريخ. فقد انطلقت الرحلة التجريبية العاشرة من قاعدة الشركة في ولاية تكساس، مساء أمس الأحد، في خطوة جديدة ضمن سلسلة محاولات متواصلة لتجاوز إخفاقات سابقة تسببت بانفجارات وفقدان السيطرة على المركبة.
وتأتي هذه التجربة بعد ثلاث محاولات غير ناجحة خلال العام الجاري، كان آخرها في مايو الماضي حين وصلت المركبة بالفعل إلى الفضاء قبل أن تفشل في استكمال مهمتها نتيجة تسرب للوقود أدى إلى فقدان السيطرة وانفجارها. أما اليوم، فتأمل الشركة أن يشكل هذا الإطلاق نقطة تحول، وأن يكون أول اختبار ناجح لعام 2025، في ظل مراقبة دقيقة من الأوساط العلمية والمهتمين بسباق الفضاء.
الرحلة الحالية تركز على اختبار الطبقة العليا من الصاروخ، وهي المركبة نفسها، قبل أن تهبط لاحقًا في المحيط الهندي. ويعتبر هذا الاختبار جزءًا جوهريًا في خطة ماسك الطموحة التي تهدف إلى جعل “ستارشيب” وسيلة رئيسية لاستعمار المريخ، حيث يطمح إلى إطلاق أولى الرحلات إلى الكوكب الأحمر في أقرب وقت ممكن، وربما بحلول عام 2026.
ولا يقتصر دور “ستارشيب” على خطط ماسك وحده، إذ تراهن وكالة “ناسا” على نسخة معدلة منه ضمن برنامج “أرتيميس”، الهادف إلى إعادة رواد الفضاء الأمريكيين إلى سطح القمر هذه المرة بوجود دائم ومستدام. وهو ما يجعل نجاح هذه الاختبارات التجريبية شرطًا أساسيًا قبل أي انطلاق فعلي إلى القمر أو المريخ.
منذ أول رحلة تجريبية في أبريل 2023، تسير “ستارشيب” بخطى متسارعة رغم الانتكاسات، مدفوعة بدعم تنظيمي أمريكي يهدف إلى تسهيل عمليات الإطلاق الفضائي التجاري. وقد حصلت الشركة مؤخرًا على موافقة هيئة تنظيم الطيران المدني لزيادة معدل الإطلاقات، في إشارة إلى ثقة متنامية في قدرتها على تحويل هذه الاختبارات إلى نجاحات عملية.
وبينما يرى كثيرون في المشروع مغامرة محفوفة بالمخاطر، يعتبر ماسك أن كل تجربة، حتى الفاشلة منها، هي خطوة إضافية نحو المستقبل الذي يتصوره.. مستقبل يعيش فيه الإنسان على أكثر من كوكب. وهكذا، يظل صاروخ “ستارشيب” رمزًا لحلم يتجاوز حدود الأرض، مهما تكرر سقوطه وانفجاره، ومهما طالت الطريق إلى القمر والمريخ.