روما تستعد لاستضافة القمة العالمية للسفر والسياحة 2025 وسط توقعات بإنفاق قياسي يتجاوز 185 مليار يورو

في خطوة تؤكد مكانتها كإحدى أعظم العواصم السياحية والثقافية في العالم، تستعد مدينة روما لاحتضان الدورة الخامسة والعشرين للقمة العالمية للسفر والسياحة، والتي ستُعقد من 28 إلى 30 سبتمبر 2025 في رحاب قاعة باركو ديلا ميوزيكا الشهيرة. ويُنظّم هذا الحدث البارز بالتعاون بين وزارة السياحة الإيطالية، وهيئة السياحة الوطنية، وبلدية روما، ومنطقة لاتسيو، بالشراكة مع المجلس العالمي للسفر والسياحة WTTC.
تمثل هذه القمة واحدة من أبرز الفعاليات الدولية على أجندة قطاع السياحة العالمي، حيث تجمع صناع القرار، والرؤساء التنفيذيين لكبرى شركات الطيران والفنادق والتكنولوجيا السياحية، والمؤسسات المالية الدولية، والوزراء المعنيين بشؤون السياحة، لمناقشة مستقبل الصناعة، وبحث سبل تطويرها على ضوء المتغيرات المناخية والرقمية والجيوسياسية.
توقعات بإنفاق تاريخي للسياحة في إيطاليا
بالتزامن مع استضافة القمة، أصدر المجلس العالمي للسفر والسياحة بيانات توقّع فيها أن يصل إجمالي الإنفاق السياحي في إيطاليا عام 2025 إلى 185 مليار يورو، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ البلاد، منها 60.4 مليار يورو من الزوار الدوليين – وهو أيضًا رقم قياسي – إضافة إلى 124.6 مليار يورو من السياحة الداخلية.
ووفقًا لبيانات عام 2024، بلغ إنفاق السياح الأجانب 55.2 مليار يورو، فيما بلغ الإنفاق المحلي 122.6 مليار يورو، ما يشير إلى نمو متسارع في الطلب على المقاصد الإيطالية، واستعادة ثقة الأسواق العالمية في التجربة الإيطالية، خصوصًا بعد تداعيات جائحة كورونا.
روما.. من التاريخ إلى الريادة السياحية
في تصريحاتها حول أهمية الحدث، وصفت وزيرة السياحة الإيطالية دانييلا سانتانكيه القمة بأنها “فرصة استراتيجية لإبراز قوة إيطاليا كوجهة متكاملة تجمع بين الجمال، والثقافة، والاقتصاد السياحي”. وأضافت أن انعقاد القمة في العاصمة الإيطالية سيجذب مزيدًا من المستثمرين الدوليين إلى القطاع السياحي الإيطالي، ويضع روما في قلب خارطة اتخاذ القرار السياحي العالمي.
من جهته، اعتبر عمدة مدينة روما أن القمة ستكون محفزًا إضافيًا لتنمية البنية التحتية والخدمات السياحية، خصوصًا في مجالات النقل، واللوجستيات، والخدمات الذكية، في وقت تعمل فيه المدينة على تعزيز مكانتها كوجهة سياحية مستدامة ومستعدة للمستقبل.
أما رئيس مجلس WTTC، جريج أوهارا، فقد أكد في تصريح له أن روما ستكون “مصدر إلهام عالمي لصياغة مفاهيم جديدة في السياحة، مثل السياحة التجديدية، وتعزيز الاستدامة، وتسريع التحول الرقمي في هذا القطاع الحيوي”، مضيفًا: “نعتزم في هذه القمة دفع الحوار العالمي نحو مستقبل أكثر مرونة وإنصافًا لصناعة السياحة”.
قمة في توقيت بالغ الأهمية
تأتي هذه القمة في لحظة حساسة يشهد فيها العالم تحولات كبيرة في سلوك المسافر، وتحديات تتعلق بتغير المناخ، وتداعيات الذكاء الاصطناعي، وعودة المنافسة على استقطاب السائح عالي الإنفاق. لذلك، سيكون جدول أعمال القمة زاخرًا بمواضيع السياحة المستدامة، والاستثمار طويل الأجل، وتعزيز الأمن السيبراني، والتنوع في المنتجات السياحية.
كما ستتم مناقشة آليات جديدة للتكامل بين القطاعين العام والخاص، وزيادة الشفافية في البيانات السياحية، وتعزيز التجارب الثقافية والبيئية التي تسهم في إطالة مدة إقامة الزوار وزيادة متوسط إنفاقهم، وهي واحدة من أبرز التحديات التي تسعى إيطاليا لمعالجتها، خاصة أنها رغم تصدرها لقائمة الدول الأكثر استقبالًا للزوار، تحتل المركز الرابع فقط في الإيرادات السياحية عالميًا.
إيطاليا.. الوجهة التي لا تغيب عنها الشمس السياحية
تُعرف إيطاليا عالميًا بأنها مزيج نادر من الفن والتاريخ والطبيعة والمطبخ والثقافة، وتستقطب سنويًا ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم. وتُعد روما، البندقية، فلورنسا، نابولي، ميلانو، وصقلية من أبرز المدن التي تُثري تجربة المسافر.
ومع الدعم الحكومي المتواصل لتطوير البنية التحتية، وتحفيز الاستثمارات الفندقية، وتبني سياسات جذب ذكية، فإن إيطاليا تمضي بثبات نحو تعزيز مكانتها كمركز أوروبي وعالمي للسياحة الفاخرة والتجارب الأصيلة.
حدث ينتظره العالم
من المتوقع أن تستقطب القمة أكثر من 2000 مشارك من قادة السياحة حول العالم، إلى جانب حضور إعلامي كثيف، وتنظيم جلسات مغلقة رفيعة المستوى، وحلقات نقاش تفاعلية، بالإضافة إلى معارض وشراكات سيتم توقيعها خلال الحدث، مما يجعل القمة نقطة تحوّل في مشهد السياحة العالمية.