رحلة ملحمية ستينية أصبحت ركيزة حضرية ومحرك إقتصاد مهم

دبي، الإمارات العربية المتحدة
في الوقت الذي تشرق الشمس فوق أفق دبي يوم 30 سبتمبر/ أيلول 2023، فإنها تلقي ضوءها على مؤسسة أصبحت مرادفة لصعود المدينة على المسرح العالمي، فقبل 63 عاماً، في مثل هذا اليوم، انطلق الحلم الجريء عندما دشّن مبنى مطار دبي الدولي. واليوم، لا يقف هذا الحلم كدليل على التزام دبي الثابت بالتقدم فحسب، بل كرمز لطموحها الذي لا حدود له. هي رحلة تعكس التحول الملحوظ الذي شهدته الإمارة نفسها. ففي عام 1960، ظهر المطار كمهبط صحراوي، يخدم بعض الرحلات، واليوم يقف بصفته أكثر المطارات ازدحاماً وتقدماً في العالم.
وعلى مدى العقود الستة الماضية، لعب المطار دوراً محورياً ليس فقط في تشكيل مشهد السفر في الإمارات، ولكن أيضاً صناعة الطيران العالمية. وبفضل المحطات المبتكرة والمرافق الحديثة والالتزام المستمر بالتميز، فقد وضعت دبي باستمرار المعيار الذهبي للمطارات في جميع أنحاء العالم. وخلال 33.1 مليون دقيقة من عمر المطار، مر 30 مسافراً كل 60 ثانية، ليعبر 1.25مليار مسافر عبر بوابات دبي إلى العالم. واحتفظ المطار، للعام التاسع على التوالي، بلقب أكبر مطار دولي في أعداد المسافرين الدوليين، بعدما جاء في الصدارة منذ العام 2014، متجاوزاً كل التحديات التي واجهت العالم، خلال العقود الفائتة، والتي كان آخرها «كوفيد-19».
وبدأت قصة هذا النجاح نتيجة لرؤية المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، ويأتي هذا النمو وفقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإدارة سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، الذي أدار بنجاح دفة قطاع الطيران في دبي، سواء في المطارات أم شركات الطيران الوطنية مثل «طيران الإمارات» و«فلاي دبي».
«طيران الإمارات»
وتزامن النمو الهائل للمطار، مع صعود «طيران الإمارات»، ففي 25 أكتوبر/ تشرين أول عام 1985، شغلت شركة طيران الإمارات رحلاتها من دبي إلى كراتشي ومومباي، باستخدام طائرتي بوينج 737 وإيرباص 300 B4، حتى أصبحت أكبر ناقل دولي في العالم. وفي الأول من يونيو/ حزيران من عام 2009، رحب المطار، بأول رحلة لفلاي دبي، رحلتها الافتتاحية من دبي إلى بيروت. وحققت الناقلة عبر السنوات الماضية إنجازات ونجاحات كبيرة في سماء دبي لتصبح لاعباً محورياً في التنمية الاقتصادية وقطاع الطيران.
أعداد المسافرين
وسجل المطار منذ افتتاحه، أداءً قوياً، حيث ارتفع عدد مستخدمي المطار من نحو 10 آلاف مسافر في عام 1960 إلى 47.2 مليون مسافر في عام 2010، ثم سجلت قفزات ليصل إلى 51 مليوناً في 2011، و57.7 مليون في 2012، واستطاع أن يستقبل 66.4 مليون مسافر في 2013، ثم تخطى ال 70 مليون مسافر في 2014، و78 مليون مسافر في 2015، وحقق رقماً قياسياً في 2016 بأكثر من 83.6 مليون مسافر، ثم حقق 88.2 مليون مسافر في 2017، و89 مليوناً في 2018. وتجاوز 86.4 مليون مسافر في عام 2019.
ووصل المطار إلى الإنجاز الكبير المتمثل في خدمة مليار مسافر، بحلول نهاية عام 2018. واستغرق 51 عاماً – من 30 سبتمبر/ أيلول 1960 إلى 31 ديسمبر/ كانون الأول 2011 – للوصول إلى أول 500 مليون مسافر، لكنه سجل ال 500 مليون المتبقية في 7 سنوات فقط.
تجديدات بـ 10 مليارات
وتخطط مطارات دبي لإجراء تجديدات بقيمة 6 مليارات درهم إلى 10 مليارات درهم في مطار دبي الدولي (DXB)، يتضمن ذلك إجراء تحسينات على مباني المسافرين، وزيادة مساحات التنقل في المطار، وزيادة عدد مكاتب تسجيل الوصول لتعزيز الكفاءة التشغيلية. وتهدف الاستراتيجية أيضاً إلى الاستثمار في التقنيات الحديثة لتوسيع طاقة المطار الاستيعابية وتحسين تجربة السفر لضيوف المطار.
وتعمل هذه الخطط على زيادة سعة المطار على مدى السنوات ال 10 إلى 15 القادمة، حتى تصل المطار الأكثر ازدحاماً في العالم إلى أقصى طاقته الاستيعابية. وبعد ذلك، ستتوسع العمليات إلى المركز الثاني في دبي – مطار دبي وورلد سنترال (DWC). في حين أن مطار دبي الدولي يمكنه استيعاب ما يصل إلى 118-120 مليون مسافر، فإن مطار دبي ورلد سنترال يتعامل حالياً مع ما يقرب من 26.5 مليون مسافر، مع إمكانية استيعاب 240 مليوناً بعد استكمال المرحلة الثانية من توسعة المطار.