دونا خليل.. بنت “الضيعة” الخجولة التي تحولت للعالمية

سياحتها في دبي والبحرين ألهمها لبدأ مشروع تصميم المجوهرات
حاورتها – أزهار مكي
في عصر العولمة والتكنولوجيا الحديثة، تحول العالم إلى قرية صغيرة يتم فيها تبادل المعلومات والتجارة عبر الحدود بشكل سريع وفعال.
وفي هذا السياق، يبرز قصة المرأة اللبنانية التي إنطلقت من الضيعة إلى العالم الكبير وتحديدًا إلى سوق دبي العالمي كنموذجٍ للإلهام والتحدي.
تعتبر لبنان بلدًا ذو تاريخ غني وثقافة فريدة، ويشتهر بأبنائه الموهوبين والطموحين. تتمتع المرأة اللبنانية بقوة وإرادة قوية لتحقيق أحلامها وتجاوز التحديات.
دونا خليل اللبنانية الشابة التي خرجت عن حدود ضيعة الريفية إلى سوق دبي العالمي تعكس بالضبط هذا الروح والتصميم.
بالرغم من التحديات التي تواجهها، بما في ذلك المنافسة الشديدة والتغيرات السريعة في السوق، نجحت دونا في إثبات نفسها وتحقيق نجاح باهر.
فهي تتمتع بمهارات عالية ورؤية استثنائية تمكنها من الاستفادة من الفرص المتاحة وتحويلها إلى نجاح ملموس. كما إنها تمتلك القدرة على الابتكار وتقديم منتجات وخدمات فريدة تلبي احتياجات العملاء في سوق دبي العالمي.
في المقابلة الخاصة مع دونا، سنستكشف رحلة مراحل نجاحها وأهم المعوقات التي واجهتها منذ بداية مشوارها.
بداية الرحلة
دونا حاصلة على شهادة بكالوريوس وماجستير في التأمين والعلوم الاكتوارية، وعملت في لبنان في قطاع التأمين لمدة 8 سنوات.
قالت دونا في حوارها مع جريدة “الرحلة”:” انتقالي لدبي لم يكن بالأمر السهل ابدا، حيث اعتبر أول بنت تخرج للعمل خارج لبنان من “ضيعتنا” وهذا ما جعل لي حافز اضافي للنجاح وأكون قدوة لباقي بنات منطقتي للانطلاق والعمل خارج الحدود، بالإضافة الى ان الخروج في ذلك الوقت كان معقدا إذ اضطررت لمخاطبة شركة التوظيف أكثر من مرة حتى تسنى لي عمل المقابلة المبدئية، وهنا اقدم الشكر لهذه الشركة التي اعطتني الفرصة لخلق بداية نجاحي”.
رحلات ملهمة:
تعيش المصممة اللبنانية في الخليج رحلة مليئة بالإلهام والإبداع، حيث تعتبر دونا فنانة موهوبة ومتحمسة تجلب لمسة فريدة من نوعها إلى عالم الموضة.
تقول دونا خليل:” استوحيت فكرة المشروع من خلال تواجدي في منطقة الخليج لأكثر من 11 عام، حيث شكلت البحرين ودبي نقطة انطلاق عملي والهامي في المجموعات المختلفة من التصاميم، وقد شكلت عدة عوامل في الدولتين خيالي في التصميم كحضارة الدولتين والرائحة الخاصة لكل دولة منهم”.
وتابعت:” بداية حياتي العملية كانت صعبة وواجهت العديد من الصعوبات، خصوصا كوني بنت حديثة التخرج عاشت طوال حياتها في كنف الأهل، لكن بفضل اصدقائي والمقربين مني استطعت تجاوز هذه المرحلة من حياتي”.
كما أضافت: “التحقت بدورات عديدة لتصميم الإكسسوار، ولمعرفة كيفية تقديم الإكسسوار الأنسب للزبائن وتنسيق ملابسهم”
تحديات، إصرار وإبداع
وتابعت المصممة اللبنانية:” من اهم التحديات التي واجهتها في حياتي العملية هو الخروج من سوق لبنان المحلي، الى سوق دبي الذي يعتبر سوق متطور وعالمي”.
مضيفتا:” بالعودة الى موضوع التصاميم الخاصة بالمجموعات التابعة لي، فقد شكلت السياحة وزيارة الدول المختلفة أحد اهم العوامل التي تساعد خلق افكار جديدة، حيث استوحي أفكاري من جميع ما يدور من حولي، ومن النزهات المختلفة وجميع ما يتعلق بالدول التي ازورها
وتابعت:” تعكس القطع شخصيتي الحرّة والمرحة والمتعددة المواهب، حيث تعتبر أنيقة وأنثوية في الوقت نفسه, كما إنها فريدة من حيث الألوان والتصاميم والمعادن، فهي إمّا من الفضّة أو مطلية بالذهب, التحقت ب Naj accademy ساعيتا للوصول إلى الإلمام بالموضة والتصميم لتنسيق مظهر المشاهير، ومعرفة إطلاق عملي الخاص في صناعة الموضة”.
من الفكرة الي الواقع
أمسكت دونا الخرز والخيوط بيديها وأطلقت خيالها وشغفها للتصيم، وشاركت العالم إبداعتها، فأطلقت المجموعة الأولى التي كانت مستوحاة من ذكرياتها الخاصة، في حين دلت جميع القطع على النمط القديم من الإكسسوار.
أما المجموعة الثانية فسمّتها “بداية جديدة”، لما واجهته العام الماضي من متاعب لحقتها بدايات جديدة.
وهي حالياً بصدد إطلاق مجموعة جديدة للخريف مستوحاة من الطبيعة.
“الرحلة” استطلعت عدة أراء لعدد من زبائن دونا، حيث أكد عدد كبير منهم أن المصممة اللبنانية في الخليج تعد رمزًا للأناقة والرقي، وإنها تستوحي إلهامها من جمال الثقافة اللبنانية والخليجية، وتدمج بين العراقة والحداثة في تصاميمها، كما أنها تحول القطعة إلى لوحة فنية تعكس جمال وأنوثة المرأة العربية.
تتميز المصممة اللبنانية بدقتها واهتمامها بالتفاصيل، إنها تعمل بجد لتضمن أن كل قطعة من قطعها مثالية، كما أنها تهتم بالجودة والتشطيب العالي، لتضمن أن كل قطعة تعبر عن الفخامة والرقي الذي تسعى لتحقيقه.
بالإضافة إلى ذلك، تتميز المصممة اللبنانية بقدرتها على فهم احتياجات السوق الخليجي، كما إنها تدرك تمامًا أذواق النساء في المنطقة، وتصمم أزياء تناسب طقوسهن ومناسباتهن، إنها تجمع بين الموضة العالمية والأصالة المحلية لتقدم تشكيلة مذهلة يمكن ارتداؤها في أيوم واحد.
“تتميز المصممة اللبنانية في الخليج بشخصيتها القوية وروحها الإبداعية، إنها تخطو خطوات جريئة في عالم الموضة، ولا تخشى تحدي القواعد التقليدية، كما تستخدم المصممة اللبنانية الألوان الزاهية والأنماط المبتكرة لإضفاء الحيوية والحماسة على تصاميمها