بالتعاون مع جهات حكومية وخاصة.. خطوة ريادية لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة وتوحيد الجهود الخليجية تحت مظلة واحدة (فرعي)قطر تُطلق أول نسخة من مبادرة “السبت الأرجواني” لتعزيز دمج ذوي الإعاقة في القطاع السياحي (رئيسي)

في خطوة نوعية ترسّخ مكانة قطر كرائدة في تبنّي مفاهيم الشمولية وتمكين أصحاب الهمم، أطلقت “سياحة قطر” (Qatar Tourism) بالشراكة مع وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة ووزارة التجارة والصناعة، النسخة الأولى من مبادرة “السبت الأرجواني” في الدولة، لتكون قطر أول دولة خليجية بعد المملكة العربية السعودية تتبنى رسميًا هذه المبادرة ذات الأثر الاجتماعي العميق.

ووفق بيان رسمي صادر عن “سياحة قطر” يوم الأحد، فإن هذه المبادرة ستحظى بدعم واسع من القطاعين العام والخاص، وستُقام بشكل سنوي في السبت الأخير من شهر يوليو، تماشيًا مع الإطار الخليجي الذي اعتمدته هيئة الأشخاص ذوي الإعاقة في المملكة العربية السعودية منذ إطلاقها للمبادرة في عام 2021.

هدف المبادرة: من التضامن إلى التمكين
تهدف مبادرة “السبت الأرجواني” إلى نشر الوعي حول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في الأنشطة المجتمعية والاقتصادية، مع التركيز هذا العام على السياحة الشاملة كأحد المداخل الرئيسية للتمكين.

وتأتي المبادرة في وقت تتزايد فيه الأصوات الداعية إلى تحقيق المساواة في الوصول إلى الخدمات والفرص، وتوسيع نطاق المسؤولية المجتمعية لتشمل المؤسسات السياحية والفندقية ومراكز الترفيه والتسوق.

“السبت الأرجواني”.. وجه حضاري جديد للتضامن الخليجي
يمثل “السبت الأرجواني” لحظة رمزية ملهمة لتوحيد جهود دول مجلس التعاون الخليجي في دعم فئة ذوي الإعاقة، حيث بدأ في السعودية قبل 4 أعوام، وها هو اليوم يمتد إلى قطر ليشكل نواة لحركة شاملة نحو مستقبل أكثر إنصافًا وشمولًا.

وفي هذا السياق، عبّرت “سياحة قطر” عن فخرها بالانضمام إلى هذه المبادرة، مؤكدة أن الدولة تعمل ضمن استراتيجية وطنية متكاملة لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، ليس فقط عبر البنية التحتية، بل أيضًا من خلال الفعاليات والمبادرات والسياسات التي تضمن مشاركتهم الكاملة في الحياة العامة.

أنشطة ترفيهية وامتيازات حصرية لأصحاب الهمم
ضمن برنامج “السبت الأرجواني”، تشارك “قطر للسياحة” عبر ذراعها الترويجية “زوروا قطر” بتنظيم فعالية خاصة داخل مهرجان “قطر للألعاب”، تشمل دخولًا مجانيًا بالكامل للأشخاص ذوي الإعاقة طوال فترة المهرجان.

كما أعلنت 16 جهة سياحية وتجارية بارزة في قطر، تشمل فنادق ومنشآت بيع بالتجزئة، عن تقديم خصومات حصرية وخدمات مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات أصحاب الهمم، في خطوة تعكس التزامًا حقيقيًا بمفهوم السياحة المتاحة للجميع.

بطاقة رقمية وتسهيلات تقنية
دعَت “سياحة قطر” الجمهور إلى زيارة الموقع الرسمي لوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة للاطلاع على تفاصيل المبادرة وتحميل “البطاقة الرقمية للسبت الأرجواني”، والتي تتيح للمستخدمين الاستفادة من العروض الخاصة في الفنادق والمتاجر المشاركة خلال الفترة من 26 يوليو إلى 1 أغسطس 2025.
هذه البطاقة متاحة إلكترونيًا ومصممة لتكون سهلة الاستخدام، في خطوة تتماشى مع الجهود القطرية الرامية إلى دمج التكنولوجيا في تسهيل الوصول لذوي الإعاقة.

نحو سياحة مستدامة وشاملة
تؤكد “سياحة قطر” أن مبادرة “السبت الأرجواني” لا تقتصر على يوم رمزي، بل تُعد جزءًا من رؤية استراتيجية أوسع لتعزيز السياحة الشاملة والمستدامة في البلاد. وتشمل هذه الرؤية مراجعة السياسات السياحية، وتحديث المعايير الفندقية، وتدريب العاملين في القطاع على آليات التعامل مع الزوار من ذوي الإعاقة.

ويقول القائمون على الحملة إن قطر تتطلع لأن تكون نموذجًا عالميًا في دمج ذوي الإعاقة في المشهد السياحي، بما يعكس قيم المجتمع القطري وروح التضامن الخليجي.

مبادرة محورية في مشهد التغيير الإقليمي
تمثّل هذه الخطوة مؤشرًا على التحول في النظرة تجاه ذوي الإعاقة، من فئة تحتاج للمساعدة، إلى شركاء في التنمية ومواطنين فاعلين. ويأمل القائمون على المبادرة أن تُشكّل هذه النسخة نواة لتوسيع المشاركة سنويًا، وتعميمها على مستوى الخليج العربي.