newsالمؤتمرات والمعارضتراث وآثار

المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة في الأردن يقيم معرض “العمارة الأندلسية”

يمثّل معرض “العمارة الأندلسية.. ملتقى الشرق والغرب الإسلاميَّين”، المقام في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، بالتعاون مع “معهد ثيربانتس” بعمان ومؤسّسة “الإرث الأندلسي” بغرناطة، جولة بصرية من 40 صورة فوتوغرافية، تؤكد وجود الحضارات فيما يخص العمارة التي ظلت أبرز شاهد عليها، ويستمر حتى 7 يوليو المقبل.

وتبدأ الجولة من المجموعة الأولى للصور التي تبيّن مشاهد من العمران في شبه الجزيرة الإيبيرية ما بين القرنين الثامن والخامس عشر للميلاد، ويمكن للزائر معاينة صور العديد من روائع الصروح المعمارية العلمية والفنية، والتي شُيِّد بعضها لغايات دينية كالمساجد والكنائس، وبعضها ذو وظيفة دفاعية (مثل القلاع والحصون)، أو ذو وظيفة مدنية تُبرز ترف تلك الحضارة وتَقدُّمها مثل (القصور والمسارح والقناطر والأسواق والساحات والسدود).

كما يصطحب المعرض زواره في رحلة زمنية ممتدة تَظهر فيها الأندلس مركز إشعاع للحضارات وأبرزها الحضارة الإسلامية التي نشطت في مجال تشييد الأبنية ذات الطرز المميزة ومنها القباب والأقواس والزخرفة والنقوش والكتابات المنقوشة على الأحجار والرخام والأخشاب، وفق أساليب تتميز بالتطور والابتكار.

كما تعرض الصور الآثار الأندلسية المتناثرة في المدن والقرى الإسبانية مع إبراز مواقع تقع في قرى صغيرة، وهندسة معمارية ريفية معزولة عن البيئات الحضرية، ومن المعالم الرئيسية التي حضرت صورُها في المعرض مسجد قرطبة الذي شُيّد في العهد الأموي بالقرن الثامن للميلاد قبل أن يُحوَّل عام 1236 إلى كنيسة بعد سقوط المدينة في أيدي الملوك الكاثوليك، والذي حافظ على طابعه المعماري، حيث تمتزج فيه أنماط معمارية وفنّية عدّة كالعمارة الأموية والقوطية والأوروبية.

وتُبرز صور المعرض عنايةَ العمارة الإسلامية بساحات الجوامع والقصور والقلاع عند تصميمها، مع مراعاة ارتفاع الجدران وسمكها، والاهتمام برفع الأسقف المعمارية المسقوفة بالقرميد على أعمدة من الرخام توائم بلاط الأرضيات المميز، وفي الداخل تَبرز الزخارف ذات التشكيلات الهندسية والنباتية، والكتابات والنقوش المتميزة بالدقة والإتقان.

وخُصص جزء من المعرض للصور الملتقَطة لبرج “الخيرالدا” الذي يُعدّ من أبرز معالم مدينة إشبيلية، وكان في السابق مئذنة للمسجد الكبير الذي شيّده الموحّدون في نهاية القرن الثاني عشر للميلاد، قبل أن يتحوّل إلى برجٍ لأجراس كاتدرائية إشبيلية، وتركّز زوايا التقاط الصور الخاصة به على إبراز ارتفاعه الذي يبلغ زهاء مائة متر، ويشرف على المدينة المنبسطة في مشهد يُظهر جمال العمارة التي تنسجم مع الطبيعة الخلابة في المحيط.

كما يضم المعرض صورا لقصر الحمراء الذي شُيّد في زمن السلطان الأندلسي أبي الحجّاج يوسف الأول (1318-1354م)، وكان الهدف من بنائه تخليد أثر معماري فنّي في فترة شهدت الأندلس خلالها صراعات دموية، وتبرز الصور جوانب الإبداع غير المسبوق في تصميم هذا القصر والعناية بكل تفاصيله رغم مساحاته الكبيرة والممتدة.

وهناك جزء خاص من المعرض يضم صورا لعدد من شواهد العمارة الإسلامية التي شُيدت خارج الأندلس، ومنها قُصير عمرة وقصر الحلّابات والقصر الأموي على الأرض الأردنية، بالإضافة إلى قبّة الصخرة في القدس، والمسجد الأموي في دمشق، ومدينة عنجر في لبنان، والمدرسة البوعنانية في فاس بالمغرب.

Total 0 Votes

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى