news

السياح الجزائريون ركيزة أساسية في القطاع ونعمل على راحتهم بكل ما نملك (فرعي)

أكثر من 1.5 مليون جزائري زاروا تونس منذ بداية 2025.. السياحة التونسية تسجّل نموًا مستدامًا وتؤكد مكانتها في خارطة السفر المغاربي

تشهد السياحة التونسية هذا العام انتعاشة لافتة مدفوعة بتدفق كبير من الزوار من دول الجوار، وعلى رأسهم السياح الجزائريون الذين حافظوا على مكانتهم كأحد أهم روافد القطاع السياحي في البلاد.

فبحسب بيانات رسمية صادرة عن الديوان الوطني التونسي للسياحة، بلغ عدد السياح الجزائريين الذين دخلوا تونس خلال الفترة الممتدة من 1 يناير إلى 20 يوليو 2025 ما مجموعه 1,459,510 سائحًا، مسجّلين بذلك ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وأعلن محمد المهدي الحلوي، المدير العام للديوان الوطني التونسي للسياحة، هذه الأرقام خلال ندوة صحفية نظّمها مؤخراً بالعاصمة تونس، كاشفًا عن جملة من المؤشرات التي تعكس السير الجيد للموسم السياحي الحالي، مشددًا على أن السوق الجزائرية تحظى بأولوية قصوى من قبل السلطات التونسية، نظرًا للعلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط البلدين، إضافة إلى الأثر الإيجابي المباشر للسياح الجزائريين على العائدات الفندقية والخدمات السياحية في المناطق الحدودية والشاطئية على حد سواء.

وأشار الحلوي إلى أن تونس تعمل على تحسين تجربة الزائر الجزائري من جميع النواحي، سواء عبر تسهيل الدخول عبر المعابر الحدودية، أو من خلال تقديم خيارات إقامة وخدمات ترفيهية تلائم العائلات والمتطلبات المختلفة للسوق الجزائرية.

وبجانب الأرقام الخاصة بالوافدين الجزائريين، كشف المدير العام عن بيانات أشمل تخص أداء القطاع خلال النصف الأول من عام 2025، حيث بلغ عدد الزوار غير المقيمين في تونس نحو 5.297.768 زائرًا، بنسبة نمو بلغت +9.8% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2024، بينما سجلت الليالي المقضاة في الفنادق ارتفاعًا بنسبة +7.1% لتصل إلى أكثر من 12.36 مليون ليلة.

وفيما يخص العائدات السياحية، أشار الحلوي إلى أن القطاع حقق حتى الآن أكثر من 3.899 مليار دينار تونسي، في مؤشر واضح على استعادة الثقة في الوجهة التونسية كخيار جاذب ومستقر. وتوزعت الطاقة الإيوائية للبلاد على أكثر من 173 ألف سرير، بينما بلغت نسبة الإشغال الفندقي 35.3%، وهو معدل قابل للارتفاع مع تدفق السياح خلال شهري أغسطس وسبتمبر.

وفي ما يتعلق بالأسواق الرئيسية، أكد المسؤول التونسي أن الزوار الأوروبيين سجلوا نموًا بنسبة +10.7%، في حين ارتفع عدد الزوار المغاربيين بنسبة +9.8%، وشهدت أعداد التونسيين المقيمين في الخارج زيادة بنحو +7.5%، مما يعكس اتساع قاعدة الزائرين من مختلف الفئات.

وعن الجانب الاستثماري، أشار الحلوي إلى تسجيل 51 نية استثمار سياحي، بينها 41 مشروعًا لتوسعة أو تجديد المرافق الفندقية والسياحية، بإجمالي ميزانية تقديرية بلغت 943 مليون دينار تونسي، وهو ما يدل على ثقة المستثمرين في مستقبل القطاع رغم التحديات الإقليمية والدولية.

ورفض الحلوي تصنيف تونس كوجهة “منخفضة التكلفة”، مؤكدًا أن هذا الانطباع الشائع لا يعكس حقيقة القطاع المتطور والمتنوع في البلاد. وأضاف أن التراجع النسبي في حجوزات اللحظة الأخيرة (Last Minute) يعود إلى المنافسة الشرسة من وجهات سياحية أخرى، مشددًا على أهمية تعزيز الجودة وتجربة الزائر بدلًا من الانجرار وراء سباق الأسعار.

وفي ختام تصريحاته، جدد المسؤول التونسي التزام الوزارة والديوان الوطني للسياحة بتقديم موسم سياحي ناجح وآمن، يعكس تطلعات الزوار، ويرتقي بمستوى الخدمات المقدمة، مشيرًا إلى أن السوق الجزائرية ستظل محورية في استراتيجية تونس السياحية خلال السنوات المقبلة.

Total 0 Votes

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى