سياحة الأردن تنتعش… وعمّالها يعانون

رغم تعافي قطاع السياحة في الأردن وتحقيقه نتائج مالية غير مسبوقة، إلا أن العاملين فيه ما زالوا يعانون من انخفاض مداخيلهم وبدلات الخدمات التي تم تخفيضها بقرار رسمي إبّان جائحة كورونا وتداعياتها، وذلك من منطلق دعم المنشآت السياحية.
فقد حقق الدخل السياحي خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، نمواً نسبته 68.4% مسجلاً 2.03 مليار دينار (2.8 مليار دولار)، مدفوعاً بارتفاع عدد السياح إلى أكثر من مليونين و483 ألفاً وبزيادة نسبتها 69%، وفقاً لبيانات حكومية رسمية.
لكن استمرار العمل بقرار تخفيض بدل الخدمة في القطاع السياحي والفندقي إلى 5% له تأثيره السلبي على العاملين في القطاع، ما جعل الكثير منهم ينسحبون من العمل إما إلى قطاعات مختلفة أو إلى دول أُخرى.
وفي السياق، يؤكد تقرير صادر عن “مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية” أن القرار الذي اتخذته الحكومة إبّان كورونا أدى إلى تراجع إنتاجية العامل وعزوفه عن العمل بذات الحماس والمهارة، نتيجة تراجع المردود المادي إلى جانب إرهاقه مادياً ونفسياً نتيجة اقتطاع جزء من راتبه الشهري.
ويعمل بعض الأشخاص في منشآت سياحية منذ 9 أعوام في مهن مختلفة مثل الطهي في أحد فنادق العاصمة عمّان، ويحصل الواحد منهم على راتب شهري مقداره 280 ديناراً وبدل خدمة يصل إلى 100 دينار شهرياً، وهم بذلك يعتمدون على بدل الخدمة لتغطية مصاريفهم، فيما يعتمد الكثيرون على بدل الخدمة، ولاسيما منهم المتزوجون، فبعضهم لديه أقساط مصرفية والتزامات أسرية متزايدة.
وفيما يتجاوز عدد العاملين في القطاع السياحي 60 ألف شخص في اختصاصات مختلفة، وهو يساهم بنسبة عالية في الناتج المحلي الإجمالي، يقول رئيس “النقابة العامة للعاملين في الخدمات العامة والمهن الحرة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات”، خالد أبو مرجوب، في تصريحات ضمن تقرير “المرصد العمالي”، إن عدد العاملين المستفيدين من بدل الخدمات يُقدّر بنحو 52 ألف عامل، مشيراً إلى أن الاستمرار في تخفيض النسبة يؤثر سلباً على الحقوق العمالية لهؤلاء بشكل مباشر من خلال تأثيره في المداخيل والرواتب وخاصة تلك الخاضعة للضمان الاجتماعي.