الأردن.. انطلاق أعمال المؤتمر الأول للتنمية المستدامة في جامعة اليرموك بمشاركة 17 دولة عربية

افتتحت جامعة اليرموك، صباح اليوم الثلاثاء، أعمال المؤتمر الأول للتنمية المستدامة تحت عنوان: “من الرؤية إلى الواقع: تقييم مسيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الوطن العربي”، بتنظيم مشترك بين مركز الملكة رانيا للدراسات الأردنية وخدمة المجتمع ومركز دراسات التنمية المستدامة. ويأتي هذا الحدث في وقت حاسم، مع اقتراب العالم من منتصف الطريق لتحقيق أهداف التنمية المستدامة الأممية السبعة عشر المحددة لعام 2030.
وأكد أمين عام وزارة التخطيط والتعاون الدولي، مروان الرفاعي، خلال كلمته الافتتاحية نيابة عن وزيرة التخطيط، أهمية انعقاد المؤتمر في هذا التوقيت بالذات، مشيرًا إلى أن الأردن، وبتوجيهات القيادة الهاشمية، يواصل التزامه بدفع عجلة التنمية الشاملة والمستدامة على الصعيدين المحلي والإقليمي. وأوضح أن الحكومة الأردنية حدّثت خارطة الطريق الوطنية للتنمية المستدامة، مع التركيز على تنويع مصادر التمويل، وتعزيز كفاءة الإنفاق، وتوسيع الشراكة مع القطاع الخاص، في إطار خمس أولويات مركزية تشمل: الأمن الغذائي، التعليم، العمل المناخي، العمل اللائق، وتطوير نظم البيانات.
من جانبه، شدد رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد على أن الجامعة دأبت منذ تأسيسها على تبني دور ريادي في دعم القضايا التنموية، من خلال التعليم العالي والبحث العلمي وخدمة المجتمع. وأضاف أن المؤتمر يشكل منصة فكرية لتحليل ما تم إنجازه في مسيرة التنمية المستدامة، واستكشاف الفجوات والتحديات القائمة، وتأسيس شراكات استراتيجية بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، إلى جانب تبادل الخبرات والتجارب الناجحة على المستوى العربي.
أما الدكتور عبد الباسط عثامنة، مدير مركز الملكة رانيا للدراسات ومركز التنمية المستدامة، فأشار إلى أن المؤتمر جاء استجابة موضوعية للتحديات التي تواجه الوطن العربي، مؤكداً أهمية التعاون الإقليمي في ظل التحولات العالمية المتسارعة. وأوضح أن واقع التنمية في العالم العربي يتطلب رؤية تشاركية وشراكات فعالة تتجاوز التنظير إلى التنفيذ الحقيقي.
وفي كلمتها باسم المشاركين، أكدت الدكتورة نهى الغصيني من لبنان أن المؤتمر يمثل منصة علمية متقدمة تجمع الخبراء والباحثين من مختلف الأقطار والخلفيات، لطرح تساؤلات محورية حول موقع العالم العربي من أهداف التنمية المستدامة، والآليات الكفيلة بتحقيقها في ظل الموارد المحدودة وتعدد التحديات. ودعت الغصيني إلى استثمار المؤتمرات العلمية كمنصات لإنتاج حلول واقعية تنبثق من خصوصية السياق العربي، وتوظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية بشكل عادل ومسؤول.
تضمن اليوم الأول جلسة حوارية محورية بعنوان “أهداف التنمية المستدامة في المنطقة: الإنجازات والتحديات بعد عقد من الزمن”، شارك فيها كل من الدكتور الصادق الفقيه الأمين العام لمنتدى الفكر العربي، والدكتور حيدر فريحات مدير دائرة الإحصاءات العامة، وماجدة العساف نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الأردن، والمهندس بشار البطاينة من وزارة المياه والري.
كما عُقدت ثلاث جلسات علمية متخصصة تناولت التقدم في تحقيق أهداف التنمية، والأطر القانونية والمؤسسية للتنفيذ، والصحة كعنصر محوري في التنمية المستدامة. ويناقش المشاركون خلال أيام المؤتمر الثلاثة أكثر من 80 ورقة بحثية، مقدمة من باحثين وخبراء من 17 دولة عربية، تغطي محاور رئيسية من بينها: الحوكمة، تغير المناخ، النمو الأخضر، الحوكمة المؤسسية، وتكنولوجيا الابتكار.
ويأمل القائمون على المؤتمر أن تشكل مخرجاته نقطة انطلاق لبلورة سياسات عربية فعالة تدعم مسار التنمية المستدامة، وتعزز فرص التكامل الإقليمي في مواجهة التحديات المشتركة، وصولًا إلى تحقيق الأهداف التنموية المنشودة بحلول عام 2030.