نمو متسارع في الإنفاق الفندقي وتوسع مستمر في الطاقة الاستيعابية يدعمان ازدهار القطاع السياحي في الدولةالإمارات ترسّخ ريادتها السياحية.. 35.5 مليار درهم استثمارات مرتقبة في 2025

تواصل دولة الإمارات ترسيخ مكانتها كمركز سياحي عالمي، مع تسجيل استثمارات سياحية تجاوزت 32.2 مليار درهم خلال عام 2024، بزيادة سنوية قدرها 10.8% مقارنة بالعام الماضي، وفقًا لتقرير التوقعات الاقتصادية الصادر عن مجلس السفر والسياحة العالمي.
وبحسب التقرير، يُنتظر أن تصل قيمة الاستثمارات السياحية في الإمارات إلى 35.5 مليار درهم في 2025، مع توقعات باستمرار النمو لتبلغ 50.8 مليار درهم بحلول عام 2035، ما يعكس اتساع قاعدة القطاع وزيادة الاعتماد عليه كأحد أهم روافد الاقتصاد الوطني غير النفطي.
وارتفعت حصة السياحة من إجمالي الاستثمارات في الدولة لتصل إلى 8.8% خلال 2024، وسط توقعات ببلوغها 9.7% في 2025، قبل أن تصعد إلى 13.8% بحلول 2035. هذا النمو المتسارع يعبّر عن توجه استراتيجي واضح نحو تنويع الاقتصاد، والاعتماد على السياحة كأحد محركات التنمية المستدامة.
29 مليون سائح متوقع في 2025.. وأرقام قياسية في الإنفاق
تشير تقديرات المجلس إلى أن الإمارات ستستقبل 29 مليون سائح دولي في 2025، مقارنة بـ 26 مليون زائر في 2024، بنسبة نمو تبلغ 11.5%.
ويُتوقع أن يصل حجم الإنفاق السياحي الدولي إلى 228.5 مليار درهم في 2025، بزيادة 5% عن العام الجاري، وبفارق 37% عن ذروة ما قبل الجائحة في عام 2019. هذه الأرقام تؤكد عودة الثقة في السوق السياحي الإماراتي، واستعادته لمكانته كوجهة مفضلة إقليمياً وعالمياً.
قطاع السياحة يعزز الناتج المحلي بــ267.5 مليار درهم
بحلول عام 2025، من المتوقع أن تصل مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي للإمارات إلى 267.5 مليار درهم، ما يعادل 13% من إجمالي الناتج المحلي، بنمو قدره 4% مقارنة بـ2024.
ويأتي هذا النمو متسقًا مع مؤشرات الأداء الأخرى، ليؤكد على الدور المتصاعد للقطاع في دفع عجلة الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل الوطني.
نمو فندقي يعكس الزخم السياحي المتزايد
سجلت إيرادات المنشآت الفندقية في الربع الأول من عام 2025 ما قيمته 13.5 مليار درهم، بزيادة ملحوظة عن الفترة نفسها من العام السابق. واستقبلت الفنادق أكثر من 8.4 مليون نزيل، بإجمالي 29.3 مليون ليلة فندقية، وبلغ متوسط الإشغال الفندقي 81.3%، محققًا نمواً قدره 2%.
هذا الأداء القوي يعكس ثقة الأسواق العالمية في القطاع الفندقي الإماراتي، ويؤكد قدرة الدولة على استيعاب الأعداد المتزايدة من الزوار مع الحفاظ على جودة الخدمة وتنوع الخيارات.
استراتيجية وطنية تضع السياحة في قلب التنمية
تُعد “الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031” خارطة الطريق للنهوض بالقطاع السياحي في الإمارات، وتهدف إلى:
– رفع مساهمة القطاع إلى 450 مليار درهم في الناتج المحلي الإجمالي.
– استقطاب استثمارات جديدة بقيمة 100 مليار درهم.
– استضافة 40 مليون نزيل سنوياً في المنشآت الفندقية بالدولة.
وتركّز الاستراتيجية على تطوير بنية تحتية سياحية متقدمة، وإطلاق مشاريع مبتكرة ومستدامة، تعزز من تنافسية الإمارات في السوق السياحي العالمي.
مستقبل واعد يقوده الابتكار والاستدامة
إن الاستثمار في السياحة لا يقتصر على البنية الفندقية والترويج، بل يشمل أيضاً تبنّي أحدث الابتكارات التكنولوجية في إدارة الوجهات السياحية، وتعزيز مفاهيم السفر المستدام والذكي، وتطوير تجارب سياحية ثقافية وبيئية فريدة.
كما تشكل الفعاليات الكبرى مثل إكسبو 2020 دبي وكوب 28 محفزات إضافية لاستقطاب الزوار الدوليين، وترسيخ صورة الإمارات كدولة مضيافة تمتلك بنية تحتية عالمية المستوى وخبرات تنظيمية رائدة.
تمضي الإمارات بخطى واثقة نحو تحقيق قفزة نوعية في قطاع السياحة، مستندة إلى رؤية استراتيجية، وإرادة سياسية واضحة، واستثمارات ضخمة تؤسس لمستقبل أكثر إشراقاً.
وبينما تتجه أنظار العالم إلى مناطق جديدة للسياحة المستدامة والتجربة المتكاملة، تبرز الإمارات كوجهة تجمع بين الأصالة والحداثة، وتقدّم نموذجًا عالميًا للتميز السياحي في ظل بيئة آمنة، وخدمات راقية، وتنوع جغرافي وثقافي لا مثيل له في المنطقة.