حدث عالمي بامتياز يُتوّج مسيرة الحضارة المصرية ويعزّز موقع القاهرة كمركز ثقافي وسياحي عالمي

مصر تفتتح رسمياً المتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر (رئيسي)

أعلن مجلس الوزراء المصري أن الأول من نوفمبر المقبل سيكون الموعد الرسمي لافتتاح المتحف المصري الكبير، أكبر متحف في العالم مخصص لآثار الحضارة المصرية القديمة، وذلك بعد موافقة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، على هذا الموعد الذي طال انتظاره محلياً وعالمياً.

وجاء الإعلان خلال اجتماع الحكومة برئاسة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، والذي عُقد بمقر المجلس في العاصمة الإدارية الجديدة، حيث شدد مدبولي على أن هذا الحدث سيُقام بمستوى استثنائي يليق بقيمة مصر الحضارية والتاريخية، وسيتضمن فعاليات عالمية وحضوراً رسمياً من قادة وممثلي العديد من الدول.

وأكد مدبولي أن المتحف المصري الكبير لن يكون مجرد معلم ثقافي، بل صرح حضاري متكامل يُجسد عظمة الحضارة المصرية القديمة بفصولها المختلفة، ويُعزز من مكانة مصر كوجهة عالمية للثقافة والسياحة. ووجه رئيس الوزراء مختلف الوزارات والجهات المعنية باستكمال الاستعدادات على أعلى مستوى، لضمان ظهور الافتتاح بصورة مشرفة تليق بمكانة مصر الإقليمية والدولية.

من جوار الأهرامات إلى قلب العالم
يقع المتحف المصري الكبير على بُعد خطوات من أهرامات الجيزة، وبدأ تشغيل قاعاته الرئيسية بشكل تجريبي منذ أكتوبر 2024. وكان من المقرر افتتاحه في يوليو الماضي، لكن تأجل الموعد بسبب التطورات الإقليمية، خصوصاً التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل منتصف يونيو الماضي.

ويُعد المتحف أحد أبرز مشروعات مصر الثقافية في العصر الحديث، ويضم آلاف القطع الأثرية النادرة، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، ويُتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في قطاع المتاحف العالمي من حيث التقنيات المستخدمة وتجربة الزائر التفاعلية.

السياحة.. قاطرة الاقتصاد المصري
يأتي افتتاح المتحف في وقت يشهد فيه القطاع السياحي المصري نمواً ملحوظاً. ووفقاً لبيانات البنك المركزي المصري، فقد سجلت إيرادات السياحة المصرية 8.7 مليار دولار خلال النصف الأول من العام المالي 2024-2025، مقارنة بـ7.8 مليار دولار في الفترة نفسها من العام السابق. كما بلغت الإيرادات السنوية نحو 15.3 مليار دولار في نهاية عام 2024، مقابل 14 ملياراً في 2023.

وأظهرت البيانات أن 8.7 مليون سائح زاروا مصر خلال النصف الأول من العام المالي الجاري، وسط توقعات بتحقيق الرقم المستهدف البالغ 17 إلى 18 مليون سائح مع نهاية العام.

استراتيجية طموحة للمستقبل
تُعد السياحة أحد الأعمدة الرئيسية في الاقتصاد المصري، إلى جانب إيرادات قناة السويس وتحويلات المصريين العاملين بالخارج. وتستهدف استراتيجية السياحة المستدامة في مصر 2030 جذب 30 مليون سائح سنوياً بحلول عام 2028، من خلال رفع معدلات النمو السياحي بين 25% إلى 30% سنوياً، بما يعكس الرؤية الوطنية للتنمية المستدامة.

ويمثل افتتاح المتحف المصري الكبير نقطة تحوّل حقيقية، ليس فقط في تنمية السياحة الثقافية، بل في ترسيخ موقع مصر كمحور عالمي للتاريخ والحضارة، وجسر مفتوح بين الماضي المجيد والمستقبل الواعد.